في أيامنا العصيبة الجميلة هذه، يدخل واحدنا إلى زوجه سعيدا منفوخ الأوداج منفوش الريش كالطاووس، ويردد على مسامعها قولة صديقنا الشاعر صقر عليشي: انظري كم أنا رائع وعظيم!!.
فقد ظفرت اليوم بأسطوانة غاز، وغداً سأحصل على غالون مازوت، بعد ما تدخل أحد الأصدقاء لدى المعنيين، الذين وعدوني بـ20 لتراً، ريثما تحن لجنة الحي علينا وتمر بالصهريج في حينا، لتملأ لنا الـ«100»لتر التي نحلم بها منذ شهرين.
وبعد غد سأشتري للأولاد فروجا مشوياً بعد طول غياب، كيلا ينسوا طعمه، وكيلو من الموز كي يروه بالواقع لا بالتلفاز، فسأحقق لهم هذا المطلب الذي نقبوا رأسي به!!.
ففي الجيب ما تبقى من الراتب، وهو يكفي لتحقيق كل الأحلام الوردية، بعد توفير المستلزمات الضرورية للحياة اليومية يا حبيبة!!.
ويقول لها بحنان: - وأنت، سأشتري لك أول الأسبوع القادم، كل ما ترغبين فيه، أعرف أنني مقصر بحقك، فقد وعدتُك منذ ثلاثة شتاءات بأن أشتري لك كنزة تقيك من البرد، ولكن لم أستطع إيفاء وعدي يا وعدي!!.
ولأن الزوج نبيهة، تدرك أن زوجها يهذي أو أن مسَّاً قد أصابه نتيجة ارتفاع الأسعار وضيق ذات اليد، فتهوَّن عليه، وتضمه إلى صدرها ويبكيان معا حتى الصباح!!.
تكاد تكون هذه حال العديد من أمثالنا ذوي الدخل المحدود، الذين يعانون في هذه الأيام معاناة شديدة ، في تأمين الغاز المنزلي ومازوت التدفئة، وضروريات الحياة، بسبب صناع الأزمات والمستفيدين منها، وغياب أي نوع من أنواع المحاسبة التي لم تطل أيَّاً منهم حتى تاريخه، وتهالك كتلة رواتبهم أمام تمدد الغلاء وفحشه.
فما رأي أولي الأمر أدام اللـه فضلهم؟.
الحدث - الوطن
التاريخ - 2014-12-07 6:21 PM المشاهدات 577
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا