سورية الحدث على وقع احتدام المنافسة بين المازوت “الغائب الحاضر” والحطب على مخصصات التدفئة التي ادخرها ربّ الأسرة طيلة العام، بدأت مافيات بيع الحطب برفع أسعاره مستغلة الطلب المتزايد عليه من الأهالي الذين يشترونه دفعة واحدة ببداية الشتاء، فيما بقية وسائل التدفئة تتطلب توفر سيولة مالية لشرائها تباعاً “إن توفرت”.أوفر من المازوتتربّع الحطب على عرش التدفئة يستمر في المناطق الجبلية لأن الحطب قادر على تدفئة مساحات كبيرة يعجز المازوت عن تدفئتها، إذ اشتكى أغلبية من التقيناهم وخاصة أهالي القرى الجبلية من الارتفاع الجنوني في أسعار الحطب والذي رغم ذلك يفضلون استخدامه مقارنة مع المازوت الذي إن وفرته الحكومة بالسعر المدعوم وبالكمية المفترضة 400 ليتر فإنه لا يكفيهم لأكثر من شهر ونصف في ظل برودة الطقس، ناهيك عن تشاؤمهم إزاء عدم حصولهم على مخصصاتهم من المادة منذ العام الماضي.وناهيك عن أن المازوت أغلى ولا يوفر الدفء كما يفعل الحطب، فإن الأهالي يستخدمون مدفأة الحطب أيضاً في الطبخ وتسخين الماء ما يوفر على الأسر استخدام الغاز المنزلي حتى لو كان هذا التوفير شيئاً بسيطاً، وعلى “سيرة التوفير” أكد الأهالي أن حاجة الأسرة الواحدة من المازوت تقدر كحد أدنى 5 ليترات يومياً أو 5 كيلو حطب، وبحسبة سريعة فإن الأسرة تنفق 930 ليرة على المازوت يومياً بالسعر المدعوم، بينما تنفق أقل من 500 ليرة للحطب بمختلف أنواعه، وعليه فإنها تنفق شهرياً حوالي 28 ألف ليرة للمازوت، و8000 ليرة للحطب. أبو محمد تاجر حطب في ريف جبلة لديه قائمة بأسعار الحطب التي تتفاوت حسب النوع والجودة ولا يجد حرجاً في سؤال الزبون عما إذا كان يريد شراء حطباً مرخصاً أم غير مرخص، فالطن الواحد المرخص من حطب الزنزريخ والكينا والسرو يباع بـ40 ألف ليرة وتعد هذه الأنواع من أرخص أنواع الحطب، بينما يباع الطن غير المرخص منها بـ38 ألف ليرة، ويضيف: حسب أنواع الحطب يصنف الزبائن فزبون السنديان خمس نجوم لأن الطن الواحد يباع بـ60 ألف ليرة، وزبون الزيتون والليمون 4 نجوم لأن الطن الواحد منهما يباع بـ 50 ألف ليرة، وزبون السرو والكينا 3 نجوم لأن الطن الواحد يباع بـ40 ألف ليرة. الحطب محكوم بالعرض والطلب باسم دوبا مدير حراج اللاذقية أكد أنه لا توجد أسعار محددة للحطب وإنما يخضع للعرض والطلب، فكلما زاد الطلب عليه كلما زاد سعره، ناهيك أن كل نوع من الحطب له سعر معين. وعزا دوبا ارتفاع أسعار الحطب إلى ارتفاع أجور النقل وارتفاع أجور اليد العاملة بالإضافة إلى التكلفة العالية التي يتكبدها التاجر الذي يقوم بشراء الطن الواحد من الحطب من مديرية الحراج بـ15 ألف ليرة، ومن ثم يدفع تكاليف قطع 10 آلاف ليرة تضاف إليها رسم بلدية 5 % ما يبرر ارتفاع أسعار الحطب.ولفت دوبا إلى أن أكثر من 70 % من الحطب لايستخدم للتدفئة بل يستخدم كحطب تجاري، مبيناً أن وزارة الزراعة أجازت لمديرية الحراج بيع كمية طنين من الحطب لأبناء القرى الجبلية بسعر 25 ألف ليرة للطن الواحد من حطب الصنوبر.ويضيف: يجوز الانتفاع بحطب التدفئة بالتنسيق مع كوادر مراكز الحراج المنتشرة في المحافظة، موضحاً أنه منذ بداية العام الجاري ولغاية لغاية 25 تشرين الثاني الماضي تم تسطير 531 ضبطاً حراجياً بحق مخالفين.الأيام
التاريخ - 2017-12-26 12:04 AM المشاهدات 2065
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا