شبكة سورية الحدث


خربشات حصالة مضر كيوان ..قدوة للعمل الإنساني

السويداء- معين حمد العماطوريتشكل الطفولة عاملاً وجدانياً في نفس وضمير كل من أراد الحياة الرغيدة، والعيش الكريم، في تأمين جموح الرغبة للبراءة المستجمة على شاطئ أمان الخلود السرمدي، وكم نحن بحاجة لتوجيه من مبادرة الطفولة الحاملة وجدانية خاصة في ربط الانتماء البيئي والاجتماعي مع الوطني المطلق، وبين التعملق على أجنحة الصدق دون تكلف أو انتظار للقادم، سوى تحقيق أمنية أرادها لذاته ولإسعاد ذاته الطفولية...الطفل مضر حسام كيوان الذي رغب بصوت حصالته المعدنية ان لا يستمع الى قرقعة طويلة الامد في اسفلها، بل ارادها ان ينخفض صوتها بالعملة الورقية لا المعدنية، لكن رغبته لا تتحقق في كل الاوقات، إنما بطلب حثيث منه، ليصل الى حد البكاء...إذا دموع مضر كانت حبا لمبادرة هامة في نشر ثقافتها بين الاوساط الاجتماعية، ولعلها القدوة لبناء مجتمع قائم على التكافل القيمي والأخلاقي.. حمل مضر حصالته هو يبتسم لوالده، انه جمعها منه ومن دخله الفردي، ووقف وهو يسأل نفسه إذا ما قدمت ما حصلته هل أستطيع رسم ابتسامة لأخ لي في الطفولة؟.. يصر على نفسه بصراع بين ان يستمع للحديث خلسة، وبين اللعب واللهو، ويقف متأملاً بكلام الدكتور عدنان مقلد بدأ حلم وتحول لواقع، بناء مشفى الشفاء الخيري الذي انطلق بنخوة اناس عاهدوا الله والمجتمع ان يحققوا ما يريدوا صانعو الخير وباني الأمل الواعد، استمع خلسة لوالده وهو يتحدث بإعجاب عن العمل والاهم ان المجتمع يتحدثون عن عمل والده حسام كيوان المرحب بكل مريض قادم إلى مكتبه، والقاضي لاحتياجات من زاره، والواثق أنه سليل بيت مشبع بالعمل الإنساني، لأن جد مضر وهو الشيخ جدعان كيوان وقبل عقد كان ولمدة أربعة عقود لا تفارق ابتسامته محياه لكل من طرق بابه قاصداً خدمة...وجاء والد مضر الاستاذ حسام ليكون الرافد لمسيرة والده...والعابق بتربية حسنة بزرع بذور العمل الخيري في شخصية مضر ...واليوم هذا الطفل الوديع الذي أراد ان يشبع غرائزه بدراجة هوائية، جنح بها لتكون عامل فرح عند من احب من أقرانه، مساهماً في بناء مشفى الشفاء الخيري، وصاحب مبادرة هي ليست الفردية من نوعها، ولكنها الاجمل في عالم يسوده الحقد والكراهية، ليصبح واحداً من أعمدة العطاء الوجداني، لا جاهة ولا وجاهة، لا ملاعق ولا أطباق، لا خطاب ولا كلمات، بل ابتسامة وطموح ومحبة وضعها بين يديه يقدمها بوعاء حلمه ان يفتحه ليركب دراجة هوائية، ولكن إرادته الواعية وبراءته الهانئة وسكونه البركاني، وصوته الصاخب في ضجيج الصمت، جعله يقدم عربون محبة لرسالة ارادها مضر للمجتمع...أن مساهمة العقد الاول من العمر في بناء هو الاهم في زمن الدمار والخراب...وان الوطن الواعد لا يأتي الا من الطفولة الصاعدة...ولهذا كان لابد لجمعية اصدقاء مرضى السرطان بكادرها ومجلس إدارتها ان يقفوا باحترام امام عظمة هذا الجامح الرامح على إرادة الحياة... ويستمع لكلمات كل من موقعه الدكتور عدنان مقلد، والمهندس أمين غزالي، وصولاً الى والده...ولكن مضر ابتسم للجميع... ربما ساخراً ان من اراد العمل فلن يقف بطريقه الهدف...يقينا منه ان كل عمل في الحياة تحتاجه الإنسانية فالطب والهندسة والصحافة والقانون كلها نحتاجها ولكن الاهم ما نحتاجه هي المبادرة نحو جعل كل هؤلاء في خدمة الإنسانية وبناء مشروع خيري وجداني أخلاقي قيمي...ربما كانت رسالة مضر لكل من ابتسم له توحيد الكلمة الصادقة والهدف السامي الإنساني... ان اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين...وربما رسالته ذات صوت قوي ودوي هائل ان حصالتي هي صندوق طفولي ...اما حصالة العمل في مشفى الشفاء الخيري فهو لكل الفئات العمرية القادرة على مبادرة الإعمار...وتخفيف آلام مرضى السرطان في مجتمعنا الوديع... التحية العابقة بروح الديمومة لطفولة بريئة لمضر الذي ادخل في فؤادنا رائحة الجمال الياسميني وامل التفاؤل بحياة قادمة ...مضر بمبادرتك قدمت لنا جميعاً أنشودة الصباح على قهوة البراءة وامتعت ذواتنا بحصالتك انها الجزء الاهم عبر أنغام وتراتيل البناء والإعمار...لبناء مشفى الشفاء الخيري....دمت مضر لوالديك نسمة تعبق بمستقبل وافي ظلال ..منك نستشرف المحبة والعطاء وبك نسمو بتربية صالحة لوالدين هما القدوة لمجتمع يسوده ظلام الزمن ... مضر شمعة لا تنطفئ ..نورها ساطع جامع للبناء والتنمية في زمن الخراب الاسود.. بك يا مضر انتصر الوطن على الإرهاب والإرهابين بصدق براءتك، وسيبنى كذلك بأمثالك وطموح رفاقك...
التاريخ - 2018-05-17 10:53 PM المشاهدات 2575

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا