شبكة سورية الحدث


كاريتاس السورية تقيم يوم إنساني بالسويداء...

السويداء- معين حمد العماطوري شكلت أحداث 25 تموز 2018 التي جرت في محافظة السويداء رؤية استراتيجية لكثير من المحللين والمنظمات الدولية العالمية والمحلية، إن السويداء لم تقف مكتوفة الأيدي أمام الأعمال الإرهابية لداعش وأعوانها الصهيوأمريكية والتي قامت بهجوم على بعض القرى الشرقية منها بالإضافة إلى التفجيرات داخل المدينة، والهجوم في الجهة الشمالية الغربية وذلك في خلسة من الليل الداكن المدلهم، جاؤوا على حساب عاداتنا أننا نستقبل الضيف ليلاً كان أم نهار، حينما يكون ضيفاً حامل قيم الكرامة والعادات العربية الأصيلة، بينما جاؤوا غازين بقصد التدمير والتخريب لذلك عادوا على أذيالهم وأعقابهم مذلولين وعلقت مشانقهم على أعواد السويداء وانكسروا ودحروا شر هزيمة، جاؤوا ظناً بهم أنهم يربكون السويداء ورجالها ويدخلونها كما فعلوا في غيرها من المناطق، ولكن ما شاهدوه من فعل الأطفال أشبال البطولة والفداء وأحفاد سلطان وصالح وحسن الذين قتلوا الدواعش ببراءتهم وكانوا ليوثاً هادرة، عدا الخنساوات اللواتي حطمن عنفوانهم بعفتهم وكرامتهم، وجعلهم يذهلون من زئير سباع الجبل عندما حدوا حداء المجد وهم يرددون/ بالروح نفدي وطنا/ مستذكرين ما قاله الثوار في المزرعة والكفر بنخواتهم كرمى لعيون "سعدى ملاعب وبستان شلغين وترفة المحيثاوي" يزأرون بصوتهم الجهوري:كرمالك سعدى ملاعب لأفني كل الكتايبما بيرجع لقرابو السيف حتى يسوي العجايبولهذا قدمت السويداء أكثر من 300 شهيد و200 جريح عدا عن الدمار الذي لحق بالأبنية والخسائر المادية، ما دفع المنظمات الأهلية والدولية والمجتمع الأهلي يعمل على تقديم المساعدات الإنسانية لأسر الشهداء والجرحى والمصابين.وفي 18 آب 2018 أقامت اللجنة الخيرية للأعمال الإنسانية المشتركة لمجلس رؤساء الكنيسة الكاثوليكية بالتعاون مع جمعية كاريتاس الأوربية/ وكنيسة الآباء الكبوشيين وبالمساعدة اللجنة المحلية المشكلة لتوزيع المعونات الخارجية والداخلية من المحافظة برئاسة الدكتور عدنان مقلد، يوماً إنسانياً تم فيه توزيع حوالي 500 حصة غذائية وصحية على أسر الشهداء والجرحى.وبينت ماري نور موري رئيسة الحسابات باللجنة الخيرية المشتركة لمجلس رؤساء الكنيسة الكاثوليكية إن آباء السويداء في الكنيسة طلبوا من السفارة البابوية ومجموعة الكنيسة الكاثوليكية بنداء إنساني، فكانت الاستجابة كبيرة من جمعية كاري داس الاوربية، إضافة لخدمات جمعية حفظ النعمة بدمشق والذين ساهموا بحفظ المواد الغذائية، بتقديم مساعدات إنسانية، بحيث تم التحضير خلال اسبوعين حوالي 500 حصة غذائية وصحية، وحضرنا إلى السويداء لتوزيعها وفق قوائم اسمية ممنهجة لكل قرية من القرى التي جرى بها الهجوم الإرهابي من قبل اللجنة المشكلة بالمحافظة وكان العمل منظمة، والأهم التعبير الوجداني الأخلاقي والتكاثف الإنساني من الأطياف المجتمع بحيث رأينا سورية تجتمع في السويداء، ورأينا السويداء في عيون السوريين جميعاً وهذا دليل على أن المجتمع السوري متماسك مترابط بجميع أطيافه الاجتماعية والدينية.وبين الآب فادي زيادة في كنيسة الآباء الكبوشيين المشهد الإنساني أنه حالة طبيعية في السويداء أن ترى الأطياف الاجتماعية والدينية تقف إلى جانب بعضها بعضاً ذلك لأن تاريخ السويداء وأهلها عاشوا منذ القديم على المحبة والإخاء والترابط والتكاثف الاجتماعي والإنساني، والمقيم بها لا يشعر بتلك الفروق الطيفية، لأن العقل الجمعي قائم على التسامح واللحمة الوطنية الواحدة، وما جرى في السويداء من رد العدوان الإرهابي بنخوات الشباب والشيوخ هو دليل واضح على تلاحم السويداء بأطيافها دون تفرقة، واليوم من خلال ثقافة التكافل الاجتماعي تم التوزيع الحصص بكل هدوء وتنظيم على الفئات المستهدفة.بدوره أكد الدكتور عدنان مقلد رئيس اللجنة الاهلية المشكلة بالمحافظة ان العمل الجماعي والقيمي يهدف بالدرجة الأولى إلى تعميق العلاقة الوجدانية بين الأطياف المجتمعية، حيث برهنت سورية عامة والسويداء خاصة أن المحن تكشف الموقف، وما جرى بالسويداء أثبت للعالم ان ثقافة الانتماء الوطني لدى أهالي المحافظة، لا يمكن وصفه بتعابير بل بمواقف مشرفة، إذ منذ اللحظات الأولى تداعت الأصوات والنخوات وفزع الشيخ قبل الشاب ينتخي ويردد /عيب علينا ان ما حمينا ترابها/ شكلت هذا الثقافة لدى الشباب حماس جديد الامر الذي بات الرجل بعشرة ودحر الارهاب بالفعل، نعم قدمنا شهداء كثر ولكن ربحنا الارض والانتماء والكرامة وكسرنا اسطورتهم الجوفاء، أمام كافة المجتمعات الداخلية والخارجية، وحين كلفنا بمهام اللجنة تم التشاور مع أعضاء اللجنة والمجتمع الأهلي وأصحاب الرأي والمشورة لوضع قوائم اسمية لأسر الشهداء والجرحى والمصابين، وشكل يوم التوزيع يوماً وطنيا بامتياز للسويداء ، بحيث برهنت عن لحمة وطنية وتكاثف بالموقف والمبدأ والعطاء والهم المشترك، حتى تداعت الأطياف الاجتماعية جميعها للوقوف الى جانب المصابين ويشهد كل زائر للسويداء من المنظمات والجمعيات والكنائس واصحاب المبادرة الطيبة من اللجنة الخيرية للأعمال الإنسانية المشتركة لمجلس رؤساء الكنيسة الكاثوليكية بالتعاون مع جمعية كاريتاس الاوربية/ كنيسة الآباء الكبوشيين بالسويداء وغيرهم...
التاريخ - 2018-08-17 10:13 PM المشاهدات 1038

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا