وزير الاتصالات والتقانة السيد علي الظفير وبتصريحه الأخير أعلن عن إطلاق «اللجنة الوطنية للتشفير».وكمواطن غير اختصاصي كل ما قد يوحي لك هذا العنوان أن الأمر يتعلق بطريقة ما بالمحطات التلفزيونية والأقمار التي تبث المباريات الرياضية أو الأفلام الخلاعية.وقد يخطر ببالك أن الموضوع لابد أنه سيكون أشبه بـ «دينغل» عملاق يشمل البلد بأكمله، مما يعني بالتأكيد أفلاما أكثر ومباريات أكثر، ولكن بين المواطن والحكومة!هذه اللجنة تبين أن مهمتها تحديد «نوعية التشفير لوضع الضوابط والسياسات الرقمية» لإرساء مشروع الحكومة الإلكترونية!أجل يسعدنا إخبارك عزيزي المواطن، أنه يمكنك اليوم أن تراها على شاشتك الملونة وبدقة عالية، «الحكومة لا تستجيب» مع زر موافق، الوضع تقريبا على ما هو عليه الآن لكنه سيكون مؤتمتا.وأضاف الوزير أن «التشفير هو أهم المشاريع التي سيتم العمل عليها في المرحلة المقبلة، للحفاظ على السرية ولدعم الموقع، وسدّ كل الثغرات أمام حملات التبليغ الممنهج التي قد تتعرض لها الحكومة من قبل المواطنين، وأن مشروع الحكومة الإلكترونية ليس من اختصاص وزارة الاتصالات وحدها، بل يشمل تعاون كل الوزارات ويحتاج لتطوير مستمر».من الواضح أنه ليس من المنطقي أن تكون الحكومة كلها إلكترونية ومؤتمتة، وفجأة تنقطع الكهرباء مثلا أو تنقطع الأوقاف، ويكون المواطن بموقف صعب أو حرج.وأعلن الوزير أن الوزارات أنهت جرد بياناتها وعلقت بـ «تم»، ووضعت هذه البيانات على بوابة الحكومة الإلكترونية «غالبا بيانات وزارة الكهرباء كلها كانت حول أوقات التقنين».وأضاف أنه سيكون هناك منظومة دفع إلكتروني وتوقيع رقمي وغيرها… ليكون الآن الخوف الحقيقي: هل ما سبق هو أتمتة للفساد والبيروقراطية وترسيخ للروتين؟!أم أنه الحل السحري الذي سيضع نهاية لهذا المرض المستشري؟! يبدو أن المستقبل أصبح هنا… وكل ما يلزم هو كبسة زر.
التاريخ - 2018-10-11 4:50 PM المشاهدات 1018
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا