أثارت بعض مواقع التواصل الاجتماعي على صفحاتها إساءات مختلفة لبعض أساتذة جامعة دمشق، ما دفع بالجامعة إلى تحويل بعض هؤلاء الأساتذة إلى مجلس «التأديب» للتأكد من المعلومات الواردة بحقهم، وكان آخر من حول إلى المجلس الدكتور سمير حسن أستاذ في كلية العلوم السياسية بتهمة نحل صفحات كثيرة من كتاب المؤلف مهدي محفوظ ليضمها إلى كتابه دون تغيير فيها.
وحسب حسن فكتابه مؤلف لغرض تدريسي ولذلك فمن حق المؤلف أن يبحث عن لغة سهلة يفهمها الطالب، ولاسيما أنه يدرس لطلاب السنة الأولى في كلية العلوم السياسية فكان كتاب مهدي محفوظ يحتوي على هذه اللغة التي يحتاجها الطالب، مشيراً إلى أن عدد الصفحات المنحولة من كتابه لا تتجاوز 100 صفحة، إضافة إلى أنه تم الإشارة إلى المؤلف في أكثر من 14 موضعاً في هوامش صفحات، إضافة إلى ذكر اسمه في المصادر بآخر صفحات الكتاب.
ولفت حسن في تصريح أن معظم مؤلفات الجامعة لا تتم الإشارة من خلال هوامش صفحاتها للمؤلف، بل يكتفي مؤلف الكتاب الجامعي بذكر اسم المرجع فقط في آخره، متسائلاً لماذا لا يتم محاسبتهم إذا كان ذلك يعتبر مخالفة يحاسب عليها القانون.
وأضاف حسن: إن هناك مواقع مجهولة المصدر تستهدف أساتذة الجامعة بشكل منظم بهدف القضاء على المنظومة التعليمية والإساءة الواضحة لجامعة دمشق، ولاسيما أنها تعتبر من أهم وأعرق الجامعات في الوطن العربي، ومن هذا المنطلق فإنه يجب على الجامعة أن تلاحق مصدر هذه المعلومات، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي مبرر لتحويله إلى مجلس التأديب، باعتبار أن الغاية من تأليف الكتاب نبيلة وهي إيصال المعلومة للطالب إضافة إلى أن الكتاب هو عبارة عن سرد تاريخي وتمت إضافة فصلين جديدين فيه عن العولمة، كما أنه لم يستفد من تأليف الكتاب من ناحية الترفع إلى مرتبة أستاذ باعتباره حصل على هذا الترفع منذ فترة طويلة.
وأشار حسن إلى أنه من حق جامعة دمشق أن تبحث عن مصداقية أية معلومة تردها، لكن يجب عليها من الجهة المقابلة أن تبحث عن مصدرها والغاية التي تم من خلالها نشرها، وخاصة أن هناك الكثير من المغرضين الذين يستهدفون الجامعة وسمعتها.
من جهته أكد وزير التعليم العالي الدكتور محمد عامر المارديني أن الوزارة لن تنجر وراء معلومات واردة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بل هناك قوانين تحكم عمل التعليم العالي، موضحاً أن ما أثير من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لا يعني بالضرورة أن الوزارة تستمع لهذه المواقع بأي شكل من الأشكال.
وبين المارديني في تصريح خاص أن تحويل الدكتور سمير حسن إلى مجلس التأديب لا يعد تهمة له، باعتبار أن المجلس هو عبارة عن محكمة، لافتاً إلى أن تحويله تم بناء على تقرير المحقق الذي حقق معه وهو أستاذ في كلية الحقوق بعدما تبين له أن هناك عدداً كبيراً من صفحات كتابه الجامعي مأخوذة من كتاب مهدي محفوظ، ولذلك فإنه من حق الجامعة أن تستدعيه لمجلس التأديب والتأكد من صحة المعلومات الواردة بحقه.
ولفت وزير التعليم العالي إلى أن الوزارة لن تدخر جهداً في حماية أساتذتها من هذه المواقع المجهولة، إلا أنه يجب على الأستاذ الجامعي أن يحصن نفسه من خلال عدم فتح الباب لهذه المواقع للإساءة له.
التاريخ - 2015-04-07 4:08 AM المشاهدات 1495
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا