أصبحت بعض منصات التواصل الاجتماعي أرضاً خصبة للمعلومات المضللة حول فيروس كورونا، حيث اجتاحتها نظريات المؤامرة المزيفة ومقاطع الفيديو المفبركة ووجدت لها جمهوراً واسعاً للغاية. تبين "فوربس" كيف تعمل هذه المنصات الرقمية على تجنب هذا التضليل:
بعد إعلان منظمة الصحة العالمية عن حالة الطوارئ العالمية المتعلقة بانتشار فيروس كورونا، أطلق فيسبوك يوم الخميس الماضي مدونة يذكر فيها أن مدققي الحقائق التابعين له يبلغون عن منشورات تحمل مضامين مزيفة حول هذا المرض.
وذكر فيسبوك أيضاً أنه سوف يبدأ بتقييد نظريات المؤامرة التي أكدت منظمات مثل منظمة الصحة العالمية أنها نظريات مزيفة ومضللة، في حين ستوفر المنصة "نوافذ منبثقة تعليمية" للأشخاص الذين يبحثون عن المرض عبر تطبيقي فيسبوك وإنستغرام.
أدخل تويتر ميزة جديدة على التطبيق في معظم البلدان المتأثرة (باستثناء الصين) تقدم للمستخدمين معلومات "موثوقة" من مصادر أخبار جديرة بالثقة عند كتابة "فيروس كورونا" في شريط البحث.
يستخدم غوغل أداة تنبيهات SOS لجمع "المعلومات العاجلة" حول فيروس كورونا من خلال البحث والخرائط، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية إذ تظهر روابط منظمة الصحة العالمية مظللة بشكل مميز عند البحث عن "فيروس كورونا".
بينما غوغل، التي تملك يوتيوب أيضاً، لم تقدم التفاصيل لـ فوربس حول تأثير منصة مشاركة الفيديو، ولكن البحث عن "فيروس كورونا" عبر المنصة سيعرض مقاطع فيديو من مصادر أخبار موثوقة.
وذكر المسؤول في تطبيق تيك توك TikTok في رسالة له عبر البريد الإلكتروني أن التطبيق "سيزيل المحاولات المتعمدة لتشويه المصادر الموثوقة للأخبار". وقد ظهرت العديد من أشرطة الفيديو المضللة على هذه المنصة، بما في ذلك الادعاءات بأن الصين خلقت المرض كشكل من أشكال السيطرة على السكان.
إذا بحثت عن #CoronaVirus عبر تيك توك ستجد أنه يشجع المستخدمين على التحقق من دقة الحقائق المعروضة عبر الرجوع إلى موقع منظمة الصحة العالمية والمصادر الموثوقة، إضافة إلى الإبلاغ عن أي محتوى ينتهك إرشادات المجتمع.
أي بحث عن هاشتاغ لـفيروس كورونا عبر تيك توك يشجع المستخدمين على التحقق من المعلومات والإبلاغ.
لقي نحو 425 شخصاً على الأقل حتفهم بسبب فيروس كورونا الشبيه بالالتهاب الرئوي، بينما تخطى عدد الإصابات ما تسبب به تفشي وباء المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة (سارس) عام 2003. وأصيب أكثر من 20 ألف شخص بفيروس كورونا الجديد، مقارنة بـ 8000 شخص قبل 18 عاماً.
يتركز الفيروس في الصين بعد انتشاره في مقاطعة هوبي الواقعة وسط البلاد في ديسمبر، مما دفع الحكومات الدولية إلى إجلاء مواطنيها، والتوصية بعدم السفر إلى الصين، وتقييد السفر.
المعلومات الأساسية والمعلومات المضللة التي ترافق حالات الطوارئ الصحية ليست جديدة فأثناء انتشار الإيبولا 2014-2016 الذي أودى بحياة أكثر من 11000 شخص معظمهم في أجزاء من غربي إفريقيا، تسببت الشائعات وعدم فهم طبيعة المرض في انتشار إحساس بانعدام الثقة بالقطاع الطبي المتخصص وعدم اتباع نصائح السلطات.
كما أدى تفشي فيروس زيكا 2015-2016، خاصة في البرازيل وعبر الأمريكتين، إلى انتشار مزاعم بأن فيروس زيكا كان وسيلة لشركات الأدوية للاستفادة من بيع لقاحات زيكا.
وظهر فيروس سارس قبل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن القلق الأكبر لم يكن في المعلومات المزيفة، بل في نقص المعلومات الواردة من الحكومة الصينية التي حجبت في البداية المعلومات الهامة قبل التحول إلى استجابة درامية.
وتشير جهود منظمة الصحة العالمية المتضافرة مع أكبر منصات التواصل الاجتماعي إلى أن المنظمة تسعى إلى تجنب الانتقادات التي واجهتها في السنوات السابقة حول كيفية التواصل والإعلان عن حالات الطوارئ الصحية العامة.
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا