#حنان_علي_الحايك
#قمح_القلب
هَمسَ دُوْنَ أنْ يَنطِقَ
وصاحَ دُونَ أنْ يُفصحَ
و لاحتْ تباشيرُ الذُّهولِ تنقشعُ من ليلِ عيناهُ و تتضحَ
و راحَ ينهلُ قبسٌ من ضياءٍ من كواكبِ الأحداقِ
و يختارُ صفوةٌ لم ترى لها عيناهُ من قبل مثيل من حباتِ كرزٍ على شفتاها التي لا تتكرر و كأنها شهدٌ مُقَطَّر
و تنهَّدَ مُستنشقًا عبقَ ترابِ الوطنِ الشريدِ في وجهها الحِنطيِّ، فتآكلت حروفه، و زاغتْ صحَّةُ نطقهِ عن الإستقامةِ، وذهبت منه الأبجديَّةَ على غفلةٍ من الوطن، كطفلِ المهجر!
فاستنجد الحواس، و توسَّل بالتماس،
و أنطقَ العيونَ، و استنهضَ الجنونَ : دعكَ من فتنتها يا قلب،
لن تلقى كمن مثلها قطْ، قل لها إني متيمٌ، عن غيرها مَصون،
قل لها إنِّي لا أدري،
و تدري هي من أكونْ،
قلْ لها أنَّ الخلاص بكفها، و أن الرجوع عن الحقَّ لا ينفعُ المؤمنون، و إنِّي ولله لحقٌ، و لن تلقى ماءٌ كحبي زمزميٌ يسقى لروحها كهكذا، أفنى و لا تفنى مني، وتخلدُ في الفؤادِ وفي الجفونِ،
غلبتْ حرارة صِدقِه مخاوفهُ، فتفتح زهر الحروف على شفاهه، فناجى الرَّهافة والعطف بقلبها و استفاضَ و من بعدٍ قال لها : أبقي لأبني داريَ، تَصبَّري لنثمر أشباهنا و يا رباه صالحون، تَعمُر بهم أفراحنا، فيِّئينا بفيضٍ حُنُوِّكِ، أبقي لتمضي العاصفة،
أبقي لنرمم التراب النازف بكِ،
فليبقى الليل الذي يسكن عيناكِ لينير ظلامنا، ولتبقى طفولتك و شدة نسيانك ومغفرتك وطيبتك التي تبدو كغيمة كانونية تبقى تتهطَّلُ على الارض لتجلو كل غثٍّ وحزن،
أبقي حنطيةً ليكون لنا قمحٌ حين تَحُلُّ المجاعة
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا