تحتَ الشُّباكِ يقفُ مُنتظراً الستارة حتى تُرفع
و لم تُرفع بعد ..
نقرة .. اثنتين .. ثلاثة .. على الزُجاج
و لا مُجيب هنا ..
يهبُّ نسيمٌ لا عملَ له سوى مداعبة شعرَ الحسناوات
و هنا بهبوبه يَسرقُ الأزهار من يده
و هي تفرُّ هاربةً مع النسيم
كادت أن تذبل في يده
يُفتحُ الشُّباك على مِصرعيه بسرعةٍ
و ترفرفُ الستارة فتكشفُ ما بداخلِ الغرفة
لا أحد .. لا أحد هنا ..
إلا رسمة و خربشات يتيمة على أحد الجدران ..
و لا زهرةً في يده إلا شيئاً من عبيرها أبى الهرب مع النسيم
يُسرع النسيم أكثر حينما يواجهه ..
يواجهه بعينين ملتهبتين ..
تسرحُ على خديه آثارَ لهيبِ القهرِ و الشوقِ
تسرح .. و تسرح هنيهة ..
ثمَّ ينفجرُ بضخامةٍ تَعصفُ بِكيانه
يَعتذرُ النسيم و يرحلُ ..
و يَرحلُ هو عن الشُّباك و الشارع و الحي بأكمله ..
#عبدالله_البخيت
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا