سورية الحدث
كانت محافظة دمشق قد أصدرت قراراً منذ نحو العامين بتغريم العشاق والمتحابين الذين يتبادلون القبل في الحدائق العامة بغرامة مالية نقدية وفورية مقدارها 500 ليرة سورية، وقد أثار هذا القرار سخرية واسعة وتعليقات لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي في حينها نذكر منها " حارس قبض على شاب يقبل فتاة فأعطاه الشاب 1000 ليرة ليقتطع قيمة الغرامة، فقال له الحارس خود بوسة تانية ما معي 500 رجعلك، وأخرى أن هناك تخفيضات وحسميات، القبلة ب500 وال3 بألف.." رغم أن مدير الحدائق محمود مرتضى وقت ئذ نفى أن يكون قد أصدر مثل هذا القرار بشكل حرفي وقال أن القرار هو تغريم كل من يسيء للآداب العامة بشكل عام..
ما يهمنا هو أن هذا القرار ذهب أدراج الرياح، ولم نسمع عن مخالفة واحدة حررت بحق أحد.. ولو قامت محافظة دمشق بجولة على الحدائق العامة، وخاصة تلك المخبئة ويصعب الوصول إليها لجمعت ثمن مفاعل نووي يشبع سورية بالطاقة أكبر من المفاعل النووي الناتج عن حرارة تلك القبل..
قرارات أخرى نسيها الزمن..
قرارات أخرى أصبحت طي النسيان، كارتداء الكمامة في الجامعات وعند الدخول إلى الدوائر الحكومية، فترى بسطات أو حراس الأبواب يبيعونك الكمامة قبل الدخول إلى الدائرة الحكومية، أما مسألة ارتداءها فهي كيفية - أنت وذوقك - وكذلك الازدحامات في باصات النقل الداخلي والتشدد في تعقيم الباصات،وإلزام سائقي وسائل النقل العامة بارتداء الكمامة وتغريم المخالفين لهذا القرار، هذه القرارات تطبق وتنفذ في الأيام الأولى من صدورها
وسرعان ما تنسى في تالي الأيام.. وكذلك التباعد المكاني في الأفران، وعلى صرافات النقود، فترى الناس تركب على ظهور بعضها دون أي اعتبار.. أما من وكل إليهم متابعة تنفيذ هذه المهام ومتابعتها فهم مشغولون بشرب الشاي والمتة وبجوالاتهم..
أيضاً قرار إلزام السائقين بوضع حزام الأمان..كذلك الأمر بالنسبة لهذا الموضوع، فترى شرطة المرور كالصقر الذي يريد أن ينقض على فريسته عند كل حملة مرورية، سرعان ما تجد هؤلاء العناصر قد أصابهم قصر النظر وأصبحوا بحاجة إلى نظارات تشبه تلك التي يستخدمها علماء الفلك لرصد حركة الكواكب والنجوم..
نقطة نظام
مشكلة الحكومات المتعاقبة أنها تصدر القرارات فقط، وتتابع تنفيذها في بدايات صدورها.. ومن ثم تغفل عنها وتصبح في طي النسيان.. وهذا أحد أهم أسباب فشل القرارات الحكومية الكبيرة عندما تغفل عن متابعتها بشكل حثيث ضماناً لاستمرارية فاعليتها..
المشهد
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا