شبكة سورية الحدث


القاوقوجي ينسق عمل الثورة السورية الكبرى بروح سورية

القاوقوجي ينسق عمل الثورة السورية الكبرى بروح سورية


سورية الحدث الأخبارية- السويداء- معين حمد العماطوري  
يلحظ التتبع لأحداث الثورة السورية الكبرى أن الروح القتالية والمعنويات التي تشكلت في مقاومة الانتداب الفرنسي واحدة في جميع المحافظات السورية، والأهم أبعد معركتي الكفر والمزرعة بات شغل الثوار والمقاومين في المحافظات إشعال نيران الثورة في العديد من المناطق بغية تخفيف الضغط على جبل العرب وأخوته الثوار، ولعمري هذا الحس الوطني الذي تميز وساد في تلك الحقبة الزمنية تدفعنا إلى مجموعة من التساؤلات أهمها: 
-علاقات المشتركة ووحدة الهدف المشترك.
-الربط الانتمائي الوطني الجامع في عقد موحد والهدف هو الوطن.
-الابتعاد ونفي وانتزاع العوائد الطائفية والانطواء تحت شعار الثورة الدين لله والوطن للجميع.
-التحالف بغاية واحدة موحدة تحقيق الاستقلال التام ووحدة الأراضي السورية.
جميع تلك الأفكار وغيرها يشعر المرء أنه يقرأ في عمل كل ثائر من الثوار بنفس الهدف والأسلوب، وهذا ما أكده الباحث المهندس سميج متعب الجباعي بكتابه "ذاكرة الثورة 1920-1939 المجاهد متعب الجباعي" حيث يؤكد بالكتاب على أمرين الأول وحدة الهدف والمصير بين المناطق الجغرافية السورية كافة، والثاني وهي تحسب له حقيقة عدم التحيز لفعل الثوار على حساب بعضهم بعضا إذ تراه يكتب بشغف ومحبة عن ثوار حماه وحلب وادلب والجزيرة كما يكتب عن والده الملقب بذاكرة الثورة وهو أحد المجاهدين، إضافة إلى أنه اعتمد الوثائق والمراجع وشكل في ذهنيته دائرة من المعلومات والأبحاث اقام فيما بينهم خيط سري يجمع الأحداث ويجري مقارنات ومقاربات ويتخذ القرار الأقرب للمصداقية وهي عملية بحثية تحتاج إلى جهد كبير ....كذلك لم يكتف بالاعتماد على المراجع والوثائق التي استطاع التوصل إلى معلومات في المتاحف الأجنبية والعربية وخاصة جامعة الدول العربية، واستطاع تكوين رؤية فكرية في تحويل أحداث الثورة من تاريخ وتأريخ على معالجات فكرية وثقافية يضعها القارئ الحصيف في تحليل بنيوي نفسي واجتماعي وأنساني معاً.
حيث يشير الباحث سميح متعب الجباعي إلى قائد الثورة سلطان الأطرش بأنه لم يكن متفرداً بالرأي بل كانت المشورة والتعاون الوثيق واحدة من أهم مقومات نجاح الثورة لديه، ويوثق ذلك من خلال ما ورد في كتاب المذكور أعلاه قائلاً   
سلطان باشا الأطرش يَتواصَلُ مع وجهاءِ حَماةَ ومَرجِعيَّتِها:
تمّ التّواصل مع الدّكتورْ صالحْ قُنباز  وتوفيق الشيشكلي وهما مِنْ وُجوهِ" حَماةَ ومَرجِعِيَّاتِها، ورغمَ تَواصُلِهِما معَ الحركةِ الوطنيّةِ ما كانا يَرَيانِ صواباً في ثورةٍ تَهُبُّ داخلَ المدنِ، وطُرِحَتْ فكرةُ تأجيلِ الثّورةِ إلى الخريفِ حتّى يَنتهيَ الفلاحونَ مِنْ جَمْعِ محاصيلِهِم مِنَ البَيَادِرِ خوفًا مِنْ سيطرةِ البدْوِ عَلَيْها.
بَينَما كانَ فَوزِي القاوقْجِيُّ ومنيرْ الرَّيِّسْ ومَظهَرْ السّباعيُّ وقِسْمٌ كبيرٌ مِنَ الوطنيّينَ مع ضرورةِ إعلانِ الثّورةِ بأسرعِ وقتٍ ممكِنٍ وتحديدِ موعدٍ لها لتخفيفِ ضغطِ القوّاتِ الفرنسيّةِ على جبلِ الدّروزِ، ولَمْ يَكُنْ لِيُنقِذَ ذلك الوضعَ- مِنْ وجهةِ نظرِهِم - سِوَى نشوبِ ثورةٍ في منطقةٍ حسّاسةٍ مِنَ البلادِ.
وقَدْ طَرَحَ الوجيهُ الحَمَوِيُّ صالحْ قنبازْ: ضرورةَ الاتّصالِ بأصحابِ الفعاليّاتِ الماليّةِ والتجاريّةِ مثلَ نجيبْ أَغَا البَرازِيِّ؛ وذلك لتأمينِ الدّعمِ، وقَدْ فَاتحَهُ فوزِي القاوقْجِيُّ بأمرِ الثّورةِ، وقدْ كانتْ مِنْ أهمِّ مُبرراتِهِم للردِّ على راغِبِي تأجيلِ الثّورةِ فَكُّ الضّغط على جبل الدّروز؛ لأنّه في حالِ القضاءِ عَلَى ثورتِهِ، فإنَّ الفرنسيّينَ سيتَفَرَّغُونَ لقَمْعِ أيِّ ثورةٍ قدْ تَقَعُ. لذلك هدَّدَ أصحابُ هذا الرّأيِ وعلى رأسِهِمُ القاوقجْيُّ بأنهمْ سيَلتَحِقُونَ بثورةِ الجبلِ بحالِ عدمِ إعلانِ الثّورةِ في "حماةَ". "انتهى الاقتباس من الكتاب المذكور"
نلاحظ كيف يحدد المنهج التوثيقي الذي يرغب في العمل عليه الباحث بسرد معلومات هامة وقل من الكتاب من استطاع ان ينتزع من نفسه وذاته النزعة الانتمائية لجغرافيته ويبقى متمسكا في عروته الوطنية الكاملة...
وفي مكان آخر نراه يؤكد على التنسيق بين عناصر الثورة فهو يقول:  
التنسيقُ بينَ ثورةِ حماةَ وقائدِ الثّورةِ السّوريةِ الكُبرَى:
فَصَّلَ منيرْ الرَّيِّسْ في كتابِهِ " الكتابُ الذّهبيُّ للثّوراتِ الوطنيّةِ في المشرقِ العربيِّ، الثّورةُ السّوريةُ" وكذلك الباحثُ إحسانُ هِندِي في كِتابِهِ" كفاحُ الشّعبِ السّوريِّ " بشكلٍ منهجيٍّ، خِطَطَ هذه الثّورةِ:
يَتعهَّدُ الحَمَوِيُّونَ إشعالَ نارِ الثّورةِ ضدَّ الفرنسيّينَ أوائلَ تشرينَ الأولِ عامَ (1925) ميلاديّةَ. بالمقابلِ يَتعهَّدُ قائدُ الثورةِ سلطان الأطرش بعدمِ عَقْدِ أيِّ اتفاقٍ مُنفرِدٍ مع الفرنسيّينَ، عندَما يَقومُ أهلُ "حماةَ" بالثّورةِ إلا بعدَ الرجوعِ إِلَيْهِم، وأنْ يَشملَ الصّلحُ مجموعَ الأراضِي السّوريّةِ، وعلى أنْ تُحدِّدَ قيادةُ الثّورةِ في جبلِ العربِ الموعدَ المطلوبَ لإعلانِ الثّورةِ في "حَماةَ".
وتعهَّدَ سلطانْ الأطرشْ أنْ يُرسِلَ مائةَ فارسٍ مِنْ قِبَلِهِ يَتمركَزُونَ على مقربةٍ مِنْ مدينةِ "حِمْصَ" لنقلِ الثّورةِ إليها بعدَ نجاحِ ثورةِ "حَماةَ"، وفي حالِ فشَلِ الثّورةِ في "حماةَ" تُحدِّدُ قيادةُ الثّورةِ السّوريةِ المكانَ الذي يَجِبُ على الثُّوَّارِ التوجُّهُ إِلَيهِ.
إنَّ مَنْ يَقرأْ تلكَ الشّروطَ يُدرِكْ بُعْدَ الرؤيةِ الإستراتيجيةِ لقيادةِ ثَورةِ "حَماةَ" وبصماتِ قَائِدِها العسكريِّ الكابتنْ فوزِي القاوقجِيِّ إزاءَ توقُّعِ الاحتمالاتِ التي قَدْ تَحدُثُ وأهميّةِ التحرّكِ بَينَ مراكزِ الثّورةِ في سوريّةَ. عِلمًا بأنَّ "سوريّة" كانتْ مُقطَّعةَ الأوصالِ بَينَ أربعةِ دولٍ اصْطَنعَتْها سلطةُ الانتدابِ.
أُرسِلَ كتابُ الاتّفاقِ بعدَ توقيعِهِ إلى قائدِ الثّورةِ السّوريةِ مع منيرْ الرّيِّسْ ومَظهَرْ السّباعيِّ، بِسَفَرِهِما إلى الأُرْدُنِّ، والتوجُّهِ منه بعدَ ذلك إلى جبلِ الدُّرُوزِ لمقابلةِ سلطانِ الأطرشِ وعَرْضِ الاتّفاقِ عَلَيهِ، ويَذْكُرُ مُنيرْ الريِّسْ أنَّ القاوقجيَّ سلَّمَهُ الاتّفاقَ وقدْ حَفِظَهُ غِيباً عنْ ظهرِ قلبٍ؛ إِذْ لَمْ يَكُن الاّتفاقُ مَكتوباً على ورقةٍ محمولةٍ خَشْيَةَ أنْ تَقَعَ بيدِ الفرنسيينَ وعُملَائِهِمْ.
القاوقجيُّ ولقاؤُهُ معَ النّاطقِ الرّسميِّ للشُّؤُونِ السّياسيّةِ والإداريّةِ للثّورةِ:
وبعدَ جهدٍ كبيرٍ ومشكلاتٍ عِدَّةٍ تمَّ اللقاءُ مع جميل مَردَم وعبد الرّحمنِ الشّهبندر في جبلِ العربِ، ونَالَ الاتّفاقُ موافقةَ سلطانْ الأطرشْ حيثُ حَمَلَ كتابَ مُوافَقَتِهِ لأهلِ "حماةَ" نَزيهُ العظم ومظهرْ السباعيّ وسرحانْ أبو تُرْكيّ. وقدْ تَعهَّدَ قائد الثّورة بأنْ يَبعثَ مَفْرَزَةً مِنَ المجاهدينَ على رأسِهِم المجاهدُ حسني صخر إلى موقعِ "عينِ القصَبِ" لِينضَمَّ لها ثُوَّارُ "حَماةَ" فِيما إذا فَشِلَتِ الثّورةُ فِيها. وبذلك فإنَّ الظّروفَ الموضوعيةَ لقيامِ الثّورةِ قدْ تَوضَّحَتْ وَأَصَبَحْنا على بُعدِ خطواتٍ لإعلانِ الثّورةِ.
أخيراً الحماس والعشق الوطني للوطن وترابه ووحدة أراضيه واستقلاله جعل جميع الفئات السياسية والوطنية والنضالية تنضوي تحت راية الثورة السورية الكبرى بروح الجماعة والعلم الواحد ولعمري هي رؤية وحكمة من الجميع يستحقون عليها أن يكونوا النموذج العالمي للثورات التحريرية في العالم...ولأن الشعور والانفعالات لم تكن بعيد بين الثوار لابد أن نرى ونلمس الروح الثورية في اعلان الثورة بحماه ...وللحديث بقية ..

التاريخ - 2022-10-09 11:23 AM المشاهدات 1648

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم