..
سورية الحدث - محمد الحلبي
كان ياماكان في قديم الزمان..
كان هناك راتب مغرور بتفوق على الأسعار.. وكان معظم الناس في دولة الموزمبيق يعيشون في بحبوحة، لكن التجار لم يعجبهم هذا الواقع فقرروا إقامة سباق بين الراتب والأسعار ونصبوا من حكومة الموزمبيق حكماً لهذا السباق..
اطلقت حكومة الموزمبيق صفارة البداية وانطلق الراتب والأسعار مسرعين إلى خط النهاية.. في البداية تفوق الراتب على الأسعار فراح التجار يضعون العراقيل في وجه الراتب الذي حاول الصمود كثيراً رغم الصعوبات التي اعترضت طريقه.. فقارع حاجز الحصار الاقتصادي، وهزم حاجز التضخم، واحتال على حاجز المحروقات باستخدام عدة بدائل..
هذا الأمر ارعب التجار وبدء يراودهم شبح الهزيمة، فلم يكن منهم إلا أن استعانوا بحكومة الموزمبيق وهددوها بالانسحاب من السباق بدعوة أن الراتب لم يلتزم بشروط السباق..
وفي إحدى محطات السباق أعطت حكومة الموزنبيق لل راتب( حبة منوم)
على أساس أنها حبة منشطات، ويجب تناولها في هذه المرحلة من السباق، فغطّ الراتب بنوم عميق.. فيما استعانت الأسعار بشماعة الحصار الإقتصادي تارة.. وقرارات حكومة الموزمبيق الخارجة عن المألوف تارةً أخرى، مع تمهيد ودعم واختصار الطريق للأسعار بغية الوصول إلى خط النهاية والفوز بالسباق..
وهكذا وصلت الأسعار إلى خط النهاية وفازت بالسباق كما هو مخطط لها..
أما الراتب فهو مازال إلى اليوم يغط في نومٍ عميق ويحلم بعزه وأمجاده في الأيام الغابرة..
وحقيقة لا نعرف متى سيستيقظ، فعلى مايبدو أن حبة المنوّم التي أعطتها الحكومة الموزمبيقية له ذات تأثير فعال وطويل الأمد..
الكاريكاتير بريشة الفنان نضال خليل
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا