شبكة سورية الحدث


مدينة الرملة.. والجامع الأبيض في فلسطين.. بقلم الدكتور راضي حماد

مدينة الرملة.. والجامع الأبيض في فلسطين.. بقلم الدكتور راضي حماد

سورية الحدث 
بنيت مدينة الرملة بالعصر الاموي ، زمن "سليمان بن عبد الملك " عام ٧١٥م وجعلها مقر خلافته،.ويطلق بعض الباحثين على الرملة «عاصمة فلسطين المنسية»لأنها كانت عاصمة لما عرف بجند فلسطين لمدة تراوحت نحو ٤٠٠ عاما.
_تمتاز عن غيرها من المدن الفلسطينية:
_1 كونها مدينة إسلامية النشأة.
2_منتظمة يقسمها شارعان رئيسيان يتقاطعان في مركز المدينة حيث أقيمت دار الإمارة وبجانبها بني المسجد الأبيض .
3_على طول الشارعين امتدت الأسواق، كسوق العطور واللحوم والخضار والبقوليات والحبوب،
 وسوق الدهانين.
4__لها ميزة تجارية وحربية، ممراً يربط الساحل بالداخل، وتصل شمال السهل بجنوبه. 
_الشائع أنها أخذت اسمها من كثرة رمالها، ويقال: أن اسمها مأخوذ من اسم امرأة بدوية تدعى رملة، أظهرت كرماً لسليمان،فبنى مدينته وأطلق اسمها عليها.
5_أصبحت اكبر مدينة فلسطينية، تضاهي بغداد والقاهرة ودمشق .
_ومن أبرز معالمها الإسلامية :
المسجد الأبيض أو (المسجد الكبير)
أمر ببناءه الخليفة سليمان بن عبد الملك في عام (715 – 717)م. 
_يعتقد المسلمين بوجود مقام النبي صالح بالجزء الشمالي من المسجد. 
_عدّ بعضهم الجامع الأبيض من أندر روائع المسلمين في بلاد الشام، وأنه الثالث من بين  العمائر الدينية بالشام بعد الأموي في دمشق والأقصى في القدس.
_اعتبر مسجد الرملة من أبهى المساجد في الإسلام، ومنبره من أحسن منابرها، ومحرابه أكبر محاريبها، وقد فرشت ارض الجزء المسقوف منه بالرخام، والصحن فرش بالحجارة المنحوتة. 
_كما اقيمت في طرفه مئذنة بديعة، عرف بالجامع الأبيض، لانه بني بحجارة بيضاء.
_دمره الفرنجة فأعاد بناؤه(صلاح الدين ) واسنده لأمهر مهندسيه المعماريين (إلياس بن عبد الله)عام ٥٨٦هـ، ثم جدده(الظاهر بيببرس) بعد عام ٦٦٦هـ، وقيل إنه عمّر القبة والمحراب والباب المقابل له،واعاد تجديده(محمد بن قلاوون)مع المئذنة المشهورة والتي بقيت صامدة الى اليوم، بناها (المعلم ابن السيوفي) عام ٧١٨هـ/ ١٣١٨م، وهو رئيس المهندسين في عهد (السلطان محمد بن قلاوون) .
_ المئذنة مربّعة الشّكل ذات المسقط المستطيل وبها خمسة طوابق، ويبلغ طولها 27 مترا مبنية  من الرخام، وأبواب المسجد الرئيسية مشيّدة بخشب السرو وخشب الأرز، ومنحوت عليها عبارات اسلامية.
_ عام 1034 تمّ تدمير المسجد جراء الزلزال عام ٤٢٥هـ/ أما المئذنة الحاضرة فقد أقيمت على أنقاض منارة ثانية بناها (الظاهر بيبرس) بعد استرداده الرملة.وقد وصفها الكتاب والرحالة إحدى عجائب الدنيا في الهيئة والعلو، وتمتاز عن نظيراتها في العالم بفخامتها،سماها الإسرائيليون برج الرملة. 
– والصحيح انها مئذنة المسجد الابيض- أو برج الاربعين شهيداً، وذلك للاعتقاد  بأنها قبة مدفون تحتها أربعين شهيداً من الصحابة .
_وبعد سقوط مدينة الرملة عام ١٩٤٨، قامت سلطات الإحتلال بطرد آلاف السكان العرب الفلسطينيين، وقامت بإسكان من بقوا داخل ما صار يعرف بـ«السكنة القديمة»، أي البلدة القديمة، وقامت بمحو معظم الآثار العربية والفلسطينية فيها، فيما أطلقت على المسجد الأبيض اسم «البرج الأبيض» بدل «المسجد الأبيض».

التاريخ - 2023-05-17 4:54 PM المشاهدات 612

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا