خاص - مشروعية الفساد .. والفساد المشروع
بقلم محمد الحلبي
على ما يحمله العنوان من تناقضات في طياته إلا أنه شتَّان ما بينمشروعية الفساد والفساد المشروع، والسؤال الذي يطرح نفسه .. هل هناك فساد مشروع؟!..و ما هي أصلاً مشروعية الفساد؟..
مشروعية الفساد هي شرعنة الفساد، أي جعل الفساد مشروعاً، و أن يتحولالفساد إلى حق بنظر الفاسد، كأن يتقبل الموظف مهما بلغت تسميته الوظيفية العطاءاتوالهبات لقاء خدمات هي أصلاً من صميم عمله، ويتقاضى عنها راتباً شهرياً، فيعتقد معمرور الوقت أن تلك العطاءات هي حق من حقوقه لقاء أتعابه، في هذه الحالة هو يقومبشرعنة الفساد..
وعندما يقوم أحد المدراء أوغيره باستعمال سيارات المديرية واستخدام سائقيها لأغراض شخصية فيخيل لهذا الشخص أوذاك مع مرور الوقت أنه يتصرف بملكه الخاص فهذا أيضاً شرعنة للفساد...
أما الفساد المشروع فلم أجد معنىً أوصِّفهُ به سوى أنه روح القانونبحد ذاته، كيف؟ إليكم الأمثلة ..
عندما يقوم موظف ما بخدمة مواطن طاعن في السن ويتجاهل طابور الدورالكبير للمواطنين الذين يقفون أمامه يكون قد ارتكب فساداً من وجهة نظر القانون ،لكن باعتقادي أن هذا الفساد مشروعاً، والموظف تعامل بروح القانون، فالأخلاقوالفضيلة فوق كل قانون..
وعندمايقوم مدير أحد المؤسسات بإلقاء اللوم على أحد موظفيه شفهياً لتقصيره بأمرٍ ما - بشرطألَّا يضر بالمصلحة العامة كأن يكون قدتأخر صباحأ في الوصول لمكان عمله، أو يتناول الطعام وطوابير المواطنين تقف أمامه -بعيداً عن العقوبات المنصوص عنها في القانون فيؤنبه بكلام أقرب للعتاب المحبب .. هناأعتقد أيضاً أن هذا الفساد مشروعاً..لأن القانون يحتم على المدير معاقبة هذاالموظف حسب اللوائح المنصوص عنها في القانون، لكن أيضاً روح القانون قد تجدي نفعاًأكثر من العقوبة التي قد تولد ردة فعل عكسية تدفع بالموظف لاتخاذ سلوك انتقاميوتشفِّي من المواطنين بغير وجه حق...
التاريخ - 2015-09-06 11:12 PM المشاهدات 692
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا