شبكة سورية الحدث


إشكالية مضايا.. كي لا تسقط أوراق الرياض في لبنان تحت الطاولة

أفصحت مصادر سياسية في بيروت لـ عربي برس، عن أن حركة متقطعة ضمن أوساط حزبية منتمية إلى فريق 14 آذار تجري، للتواصل مع حلفاء دمشق في لبنان، لسبب إيجاد منفذ لمناقشة الاستعصاء السياسي في البلاد إضافة إلى جملة الأمور العالقة، على أن يكون هذا المنفذ بداية لنقاش، ولو كان على هامش العلن. وبحسب المصادر، فإن الحركة بدأت منذ الصيف الماضي، حينما كان رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط يحاول إيجاد قناة اتصال مع أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، لاسيما بعد أن وطدت المقاومة أمورها في القلمون السورية برفقة الجيش السوري، وكذلك على مقلب الأراضي اللبنانية في جرود عرسال، وما تلا ذلك من عمليات في الزبداني ساهمت بتأمين الحدود بين البلدين إلى حد كبير. ونُمي إلى عربي برس، بأن ما كان يجول في بال جنبلاط آنذاك، هو إيجاد دعائم لإعادة تشكيل ميليشيا مسلحة ومدربة، تحسبا لأمور طارئة قد تحدث ميدانيا، على خلفية انكفاء سيطرة الجماعات المسلحة، وما سيؤول عليه ذلك من الوضعيات الجديدة للنفوذ السعودي أو القطري فيما بعد، وهذا الأمر الذي لم يعد ظاهرا الآن.كما أن جنبلاط، وقع تحت ضغوطات درزية تحديدا من ناحية المواقف، ووصلت هذه الضغوط إلى المختارة عبر اجتماعات للوفود، على خلفية ما تعرض له أقرانهم في جبل السماق بإدلب على يد الميليشيات المتشددة، في وقت كان فيه جنبلاط قد "انجرف" عبر الدعم بالمواقف للمعارضة المسلحة في سوريا، لذلك كان يريد وللضرورة إيجاد ذلك المنفذ منعا للحرج السياسي الذي يمكن أن يواجهه. في غضون ما سبق، لُمس بحسب المصادر التي لا زالت تراقب عن كثب جميع الأطراف، أن قيادات 14 آذار باتت أكثر توجها لفتح ذلك الباب، بعد أن تركته منذ الصيف بانتظار ما سيقوله الميدان، لكن حاليا، فربما يستعاض عن جنبلاط الذي حمل توجها انفراديا، بـ"مرسال" ينتخبه أحد أقطاب السياسة من البيوتات المسيحية، بالتنسيق مع تيار المستقبل، الذي لا يستطيع المبادرة بنفسه بناء على التسخين السعودي في المنطقة.وعلى هذا الأساس ربما بات 14 آذار أكثر قناعة اليوم، بضرورة تنشيط ما كان متعثرا في السابق، مع الإشارات المتوالية من واشنطن والغرب، والتي أصبحت تحمل انتقادات لاذعة للسعودية، التي تتتبع مؤشرا تصعيديا إلى جانب ورطة اليمن، عدا عما يدور في كواليس القنوات الديبلوماسية التي تحمل امتعاضا غربيا من الدور السعودي. لذلك، فإن الفرقاء اللبنانيين باتوا بحاجة لإعادة تشكيل المواقف، لأن المتوقع هو تدهور الوضع إقليميا وليس العكس، والبعض في 14 آذار –كما ترى المصادر- لا يرى لديه الاستعداد التام للذهاب مع الرياض حتى النهاية، تبعا لطبيعة النظرة الغربية إزاء تصرفات السعودية التي بدأت الشرارة تلامس أوراقها، فيما لا يريد حلفاء الرياض في لبنان أن يكون جزءا من رزمة تلك الأوراق، الآيلة للاحتراق في أية لحظة. وبناءا على هذا برزت إشكالية مضايا، كمحاولة، لإحراج حزب الله، حيث كان المطلوب هو تصعيد الخطاب والموقف، وإيصاله للشارع كما جرى في الاعتصامات الطفيفة التي شهدتها مناطق في البقاع وبيروت، لكن ما أفرزته جعبة مفاجآت المقاومة، وضع حدا بشكل ما، لتلك العملية، لاسيما بعد التقارير الإعلامية الموسعة التي بثتها "المنار" بغية دحض حدوث مجاعة، والتي كانت غير منتظرة على الإطلاق، من جانب عرابي الحملة الإعلامية المضادة مع ملاحظة حجم ونوع المادة التي بثت في السياق ذاته. أما حلفاء الرياض، فلعل شعورهم الذي كان خافتا، بعدم الذهاب إلى نهاية الطريق مع السعودية، قد يبدأ يرتفع ولو بشيء يسير، خصوصا بعد فشل إحراج الحزب بقضية مضايا، التي تم إبرازها في توقيت موازٍ تماما للحرج الذي تعانيه السعودية بسبب الحملة العسكرية على اليمن، وإعدامها المعارض نمر النمر، والتحرك الديبلوماسي التصعيدي في دول الخليج، والتي يمكن أن تفرز عاصفة أزمات لا صالح لـ 14 آذار بالانغماس فيها.وتضيف مصادر عربي برس في بيروت، بأن التداول الخافت لدى 14 آذار عن الموقف تجاه الرياض، قد يعلو في أي لحظة، لو استمرت الحبكة السياسية والميدانية بعدم النجاح على هذا المنوال، خصوصا مع استحقاق الرئاسة، والتي لا يريد الفريق خسارة تحديد المواقع فيه، لأن طريقة ملء فراغ بعبدا قد تنعكس آثاره على كرسي الحكومة، إذا ما أخذ بالاعتبار أن عين رئيس تيار المستقبل سعد الحريري عليه من الخارج، إلى جانب التصاقه الوثيق بالسعودية.  
التاريخ - 2016-01-12 7:02 PM المشاهدات 728

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم