بلا مجاملات .. بوصلة الحكومة .. !

  ما دام المواطن هو بوصلة الحكومة في جميع نشاطاتها الاقتصادية والاجتماعية والخدمية والترفيهية .. إلخ، لماذا يشتكي هذا المواطن من الروتين والفساد ونقص الخدمات والمحروقات وأزمات النقل والسكن والبطالة وارتفاع الأسعار وتضاعف معدل التضخم وانخفاض الدخل والقدرة الشرائية؟ أليست القرارات والإجراءات التي تصدرها الحكومة من أجل معالجة تلك المشكلات وتحسين الوضع المعيشي والخدمي للمواطن؟ الجميع يعلم بأن الحكومة لاتدخر جهداً للحصول على رضا المواطن .. لكن ما فلت من بين براثن الإرهابيين لم يعد يكفي لتحقيق جميع هذه المطالب دفعة واحدة، ولا حتى نصفها ومن ألطاف رب العالمين أن المنخفضات الجوية كانت متوسطة الشدة والصقيع سكن الجبال العالية والبرد ذهب إلى دول الجوار محاولاً سد ممرات العدوان التي فتحتها على الشعب السوري.   اليوم.. العالم يدرك أن الشعب السوري صبر أكثر من أيوب وصمد وقاوم ودخل أبواب الانتصار من جميع الجهات، وما المعاناة التي يعيشها حالياً إلا الامتحان الأخير لنيل شهادة النصر الكبير على حلف العدوان، وللحصول على هذه الشهادة المشرفة علينا جميعاً أن نواصل الصبر والصمود والمقاومة. نعلم أن تحقيق هذا الهدف من صلب العمل اليومي لكل مواطن .. لكن المشكلة تكمن في التفاصيل الإدارية والإجرائية والتنفيذية لمعظم القرارات التي تصدرها الحكومة ..! الأمثلة كثيرة على عجز بعض المديرين والأفراد في المؤسسات العامة عن تنفيذ هذه القرارات ومنها.. مضت الأيام الصعبة من فصل الشتاء ولم يدخل منازل المواطنين سوى 100 ليتر مازوت من الـ 400 ليتر المخصصة رسمياً لتدفئتهم .. وفي المقابل هناك «مدعومون» يتمتعون بخزانات من المازوت المنشورة على أسطح وشرفات منازلهم.   قرار حكومي يمنع التعديات على مصادر المياه ومع ذلك نسمع  كل فترة عن حالات تسمم من تلوث مياه الشرب بسبب اشغالات شيدت على الشبكة أو الحوض الجوفي. صدور قرار بتحديد تعرفة ركوب السرافيس وأسعار السلع وفي الواقع لا أحد يتقيد بالتعرفة والسعر المحددين. القانون ينص على قمع جميع مخالفات الغذاء .. وفي السوق يُنظم ضبط بحق بائع مخالف ويُترك آخر. كثيرة حالات المزاجية في تطبيق القرارات الحكومية.. بعضها فردي وآخر مؤسساتي .. لكن العتب مرفوع دائماً إلى الحكومة ..!