ضحك "مصطفى" بائع الخضراوات الصغير عندما طُرح عليه سؤال لماذا لست في المدرسة؟، أجاب الطفل "عم أشتغل لحتى عيش.. سأعود للمدرسة في يومٍ من الأيّام وأحقق حلمي".يحلم الطفل الذي يقضي يومه كاملا أمام بسطة صغير لبيع الخضروات في شارع 8 آذار وسط اللاذقية بعد أن خرج من مدرسته أن يصبح وزيرا "سأعود للمدرسة عندما يستعيد أبي عافيته فهو مريضٌ بالسرطان، ويحتاج علاجاً مكلفاً، سأعود للمدرسة وأصبح وزير، و ما رح خليّ ولا ولد برا المدرسة".يفخر الطفل خلال حديثه بنفسه "كنت الأول على صفي إلى الصف السادس، إلا انني اضطررت للخروج من المدرسة لأساعد عائلتي بعد أن مرض أبي".يرتب مصطفى خضرواته كل يوم بشكل دقيق كما كان يرتب كتبه " أذهب للسوق في السابعة صباحاً وأشتري أفضل البضاعة مشان ما غشّ الناس"، يقول مصطفى، ويتابع" أرتب الخضراوات حتّى يراها المارّة بشكلٍ جميل ويشتروا منيّ".مصطفى، الطفل الرجل، يفخر بعمله، يحمل على عاتقه أسرة كاملة "لا احتاج أحد، ولا أحبّ أن أشحد أو أن أجوب الشوارع أتوسل الناس، العمل شاقّ ولكنّ أحتاجه الآن كي أصبح ما أريد، وأساعد أسرتي".لم يمدّ مصطفى يده لأحد، لم يتسول شفقة الآخرين لأنه بلا مدرسة أو مال، فهو كلّ يوم يحصي خضراواته المرتبة بدقة، ثم يحصي ليراته إن كانت ستوفر سعر الدواء لأبيه المريض، وينتظر الوقت المناسب للعودة إلى المدرسة، والسعي وراء حلمه.
التاريخ - 2016-05-07 4:53 PM المشاهدات 730
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا