من المفترض أن تشهد هذه الفترة نشاطاً كبيراً في بيع منتجات وبضائع تختلف عن تلك التي كانت رائجة في رمضان من أغذية ومواد استهلاكيةمثل بيع الألبسة في مختلف أنواعها وخاصة ألبسة الأطفال وشراء الحلويات والفواكه المكسرات وكل مستلزمات الضيافة إلا أن واقع الحال ينبئ بشيء آخر, فمع ارتفاع الأسعار الكبير نلاحظ أن هناك حالة ركود كبيرة في الأسواق وبشكل واضح.وتقول المواطنة “مها نور الحق ” إنها حريصة على شراء ملابس أطفالها من السوق في عيد الفطر المبارك كل سنة، لكنها هذا العام لم تستطع الشراء لكل أطفالها واكتفت بشراء ملابس من البالة لأكبر أولادها, معللة ذلك بأن ظروف المعيشة الصعبة اضطرتها إلى فعل ذلك فتراجع الوضع الاقتصادي لأغلب الأسر أخفى ملامح فرحة العيد التي كانت قديماً تكتسي بها الوجوه.ولم يخف” عمران منصور” دهشته, وهو أحد موظفي القطاع العام، عند ذهابه للتسوق مع أطفاله لشراء ملابس العيد من أحد الأسواق الشعبية من الارتفاع الكبير الذي طال مختلف السلع وخاصة ألبسة الأطفال بشكل غير مبرر ومبالغ فيه ولاسيما أن اغلب البضائع هي صناعة محلية وغير مستوردة, لافتاً إلى أنه قصد أن يذهب إلى السوق قبل ارتفاع الأسعار وزحمة الناس فيه، إلا أنه وجد الحال كما هو حتى في أواخر الشهر الفضيل.“نورا أحمد” قالت: غابت الحلويات عن موائدنا في رمضان على أمل أن نتذوقها في العيد لكن ارتفاع أسعارها قبيل العيد بأيام بشكل كبير لم يترك مجالاً للمستهلك في أن يفكر بشراء الحلويات أو تذوقها، وباتت ضيف شرف على المائدة لا بل تم حذفها من خانة المشتريات لدى الكثيرين. فالأهم لدى المستهلك أن يؤمّن الغذاء الأساس من رز وسكر وسمون وزيوت، وفي حال زاد شيء من دخله، فإنه سيوجه هذه الزيادة إلى الأمور الأقل أهمية مثل الألبسة والفاكهة.. لكون أسعار الحلويات حالياً تحتاج إلى دخل مستقل، لأن الأجور والرواتب لن تلبي شراءها، فأسعارها أصبحت تحلق في السماء، ما أدى إلى تراجع إقبال الناس على شرائها، بسبب تراجع الأوضاع الاقتصادية في البلادفي حين أكد صاحب محل حلويات في منطقة الميدان أن صناعة الحلويات تأثرت تأثراً كبيراً نتيجة الأحداث الراهنة، مشيراً إلى أن المبيع انخفض بنسبة 85%، وذلك بسبب غياب السائحين عن البلاد, وكانت هذه السلعة تعتمد على السائح العربي والأجنبي أكثر من المستهلك المحلي، إضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في صناعة الحلويات، مشيراً إلى تضاعف أسعار السمسم والسمنة والزيت والفستق والمكسرات، وهذا بالطبع حمّل صناعة الحلويات أعباء فوق أعباء تواجهها مثل شراء المازوت للأفران وبسعر كبير وخاصة بعد قرار رفع أسعار المحروقات الأخير الذي انعكس سلباً على التجار والزبائن.من جانبه ” محمد الخاني” صاحب محل حلويات في المزة في دمشق، أكد أن نسبة المبيعات انخفضت كثيراً، وأن معظم أصحاب المحلات توجهوا لصناعة حلويات رخيصة الثمن، بما يتناسب وارتفاع الأسعار الحالي، على أمل أن يتحسن الوضع ويزداد الطلب.لافتا إلى أن تاجر الحلويات لا يرغب أبداً في رفع أسعاره، لأن ذلك من شأنه أن يضر مصلحته بالدرجة الأولى، ولاسيما أن معظم المواطنين يعانون حالياً صعوبة تأمين موادهم الغذائية الأساسية، ولا يلتفتون إلى الحلوياتمن جهته, أوضح “ماجد حقي”، أمين سر جمعية الحلويات والمرطبات والبوظة في دمشق وعضو في مجلس اتحاد الحرفيين، أن الطلب على الحلويات في دمشق انخفض بنسبة 55-60% مقارنة مع العام الماضي. وأشار إلى أن المواد الأولية المتعلقة بصناعة الحلويات من سكر وسمون وزيوت وغيرها، ارتفعت أسعارها بشكل كبير هذا العام الأمر الذي أدى إلى ارتفاع أسعار الحلويات بشكل عام فقد وصل سعر كغ البقلاوة في المرجة إلى 2200 ليرة وهو مصنوع من السمن النباتي, في حين نجده في أسواق الميدان يباع بـ 6000 ليرة, وسعر كغ المعمول 2200 ليرة ويباع في الميدان بـ 4500 ليرة, ولفت “حقي” إلى أن سبب انخفاض الطلب، أن الحلويات مادة كمالية لدى أغلب المستهلكين، مشيراً إلى أن الطلب في بداية رمضان كان على حلويات (القشطة)، مثل نمورة بالقشطة وسعر الكيلو غرام منها 1800 ليرة, وسعر كغ القطايف العصافيري 1300 ليرة, أما في منتصف رمضان وما بعد، فإن الطلب زاد على الحلويات التي تدخل فيها مادة (المكسرات). أما بالنسبة إلى حلويات الفقراء من(مشبك وعوامة والهريسة) فالطلب عليها ضعيف، لأن أسعارها ارتفعت كثيراً..!
التاريخ - 2016-07-05 8:14 PM المشاهدات 711
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا