سورية الحدث مرة ثانية يزور فيها وفد من رجال الاعمال الليبي سورية خلال فترة قصيرة أثناء إقامة معارض تخصصية، للاطلاع على واقع الصناعة المحلية بغية فتح خط لتصدير منتجاتها إلى السوق الليبية، وصولاً إلى إعادة تشبيك العلاقات الاقتصادية وتعزيز التبادل التجاري مجدداً، ولاسيما أن البلدين عاشا ظروفاً متشابهة بسبب حرب إرهابية ظالمة أثرت في اقتصاديهما بعد تدمير الموارد الأساسية، لذا كان لابدّ من الاستفادة من هذه النقطة عبر معرفة الميزات النسبية لمنتجات كل بلد، ورفد الأسواق بها، وهو ما يسعى إليه الطرفان عبر الأقنية الخاصة بغية تحقيق هذه الغاية، التي دفعت الوفد الليبي للعودة إلى سورية برفقة حوالي 159 رجل أعمال يرأسه وزير الاقتصاد والصناعة، لحضور فعاليات معرض «صنع في سورية» التخصصي، الذي يقام بالتعاون مع اتحاد المصدرين وغرفة صناعة دمشق وريفها، وبدعم من وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية بهدف الترويج للصناعة المحلية وإعادة إقلاعها من جديد.هشام بوزن رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتنمية وتنشيط الصادرات أكد أن الهدف من زيارة الوفد الليبي تنشيط العلاقات الاقتصادية بين البلدين، والعمل على تسهيل دخول المنتجات السورية إلى الأسواق الليبية، ولاسيما أنها تلاقي رواجاً واهتماما ًعند الشعب الليبي، نظراً لما تمتلكه من ميزات منافسة من ناحية الجودة والسعر، لافتا ًإلى أن الحرب كما هو معروف أثرت سلباً في دخول البضائع السورية إلى ليبيا، لكن بعد تحسن الظروف في كلا البلدين، يفترض اتخاذ كل الإجراءات لتسهيل عبورها وضخها مجدداً في الأسواق الليبية، وطبعاً هذا يشمل جميع السلع من دون الاقتصار على منتجات محددة بعينها.وأكد بوزن وجود منافسة كبيرة من سلع الدول الأخرى للمنتج السوري، ما يجب العمل على تخفيض النفقات أمامه لتكون له حصة كبيرة في السوق الليبية، وذلك عبر إيجاد حلول سريعة للمشكلات التي تواجه تحقيق هذا الهدف وأهمها فتح خط جوي بغية تسهيل نقل رجال الأعمال من البلدين وصولاً إلى نقل البضائع بسر وسهولة، إضافة إلى منح الفيزا والموافقات اللازمة لدخول البلدين بعيدا ًعن التعقيدات الروتينية، مشدداً على ضرورة سعي الحكومتين في البلدين إلى إطلاق هذا الخط بأسرع وقت بغية نقل البضائع بأقصر الطرق بشكل يقلل التكاليف على نحو يحقق ميزة تنافسية للبضائع السورية.ولفت بوزن إلى ليبيا تستورد سنوياً ما يقارب 35-40 مليار دولار من دول مختلفة، متمنياً أن تكون لسورية حصة من هذا الرقم الكبير عبر توريد سلعها إلى أسواقها، ولاسيما أن سورية وليبيا تجمعهما علاقات تاريخية واقتصادية مغرقة في القدم، ما يجعلها أحق من غيرها في الدخول إلى الأسواق الليبية، وهذه مسؤولية الحكومتين في تحقيق هذا الهدف، مؤكداً ضرورة أن يكون التعامل من خلال الأقنية الرسمية وليس تعامل تاجر لتاجر بشكل يشتت الجهود ويضيع فرصة تعزيز التبادل التجاري المنشود.وبين رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتنمية وتنشيط الصادرات سعي الطرفين عبر التواصل المباشر مع اتحاد المصدرين السوري إلى إقامة معرض للصناعات السورية في ليبيا بغية الترويج للمنتجات السورية والتسويق لها وإعادة تمركزها في الأسواق الليبية مجدداً، ولاسيما أن الصناعة السورية لها اسم معروف عربياً وعالمياً، قد تكون الحرب أفقدتها بعض أسواقها لكن سمعتها الجيدة تعد كرت عبور لها بشكل يضمن إعادة وجودها مرة ثانية.وأكد بوزن أن التعاون الثنائي لن يقتصر على التبادل السلعي، وإنما ستكون هناك استفادة من الخبرات السورية في مجال المقاولات والبناء من أجل إعادة إعمار ليبيا، حيث تمتلك سورية عمالة متميزة في هذا المجال، علماً أنه توجد في لبيبا جالية سورية تضم عمالة مهرة في هذا الجانب، لكن يفترض توسيع النطاق من خلال مشاركة أكبر للمقاولين السوريين في إعادة إعمار ليبيا، مبيناً، أنه في شهر أيار المقبل سيكون هناك معرض لإعمار مدينة بنغازي، وهذا يفترض مشاركة سورية في إعمار هذه المدينة وغيرها من المدن الأخرى.وختم رئيس مجلس إدارة الهئية العامة للتنمية وتنشيط الصادرات حديثه بتفاؤله بدخول البضاعة السورية إلى الأسواق الليبية قريباً عبر اتخاذ خطوات سريعة من قبل البلدين في سبيل تحقيق هذه الغاية، التي ستنعكس إيجاباً على تعزيز التبادل التجاري المشترك.
التاريخ - 2018-02-18 11:39 PM المشاهدات 505
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا