انعقد المؤتمر السنوي لـ”اتحاد الكتاب العرب في سوريا” هذه المرة وسط أجواء مشحونة، خاصة بعد مطالبة البعض بحجب الثقة عن رئيسه نضال الصالح، ما اعتُبر “محاولة انقلاب” داخل الاتحاد.“أحبطنا خطة، هناك تنسيق خفي، فوضى متعمدة، ضعف انتماء، ضرب المؤسسة .. وما لم يأخذوه بالحرب لن …”مفردات رددها بعض أعضاء اتحاد الكتاب العرب في سوريا داخل مكتب رئيس الاتحاد نضال الصالح وفي حضوره، أثناء حديثهم لـ RT رداً على الأعضاء الذين طالبوا بحجب الثقة عن الصالح في المؤتمر السنوي الذي عُقد منذ يومين، في غياب وسائل الإعلام.توتر شهده المؤتمر بلغ حد الشتائم، أثارتها مطالبة بعض الأعضاء بالتصويت على حجب الثقة، إلا أن التصويت لم يتم. لماذا:ـ بصراحة الحزب (حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم) لا يريد ذلك، يجيب أعضاء معارضون للصالح.ـ لأن ذلك مخالف للنظام الداخلي، ولأنها محاولة لضرب مؤسسة الاتحاد عبر استهداف رئيسه، يجيب موالون للصالح.فما الذي جرى؟ هنا بعض الآراء:رعاية حزبيةانفجرت خلافات الأعضاء المتراكمة في المؤتمر: شغب، فوضى، شتائم، حتى أن أحدهم أجاب على سؤال: ماذا حدث في المؤتمر، بسؤال: ماذا لم يحدث فيه!وكان المؤتمر السنوي السابق شهد أيضا محاولة لحجب الثقة عن الرئيس، وهو ما طرحه عدد من الأعضاء آنذاك، إلا أن التصويت لم يتم، وبقيت الخلافات تتراكم حتى المؤتمر الحالي الذي كان الجميع يعرف أنه سيشهد تصعيداً.يقول بعض الأعضاء إن عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي، مهدي دخل الله، (يمتلك الحزب الغالبية داخل الاتحاد، شأن جميع المؤسسات الأخرى)، اجتمع بأعضاء الحزب في الاتحاد قبل ساعة من المؤتمر للحديث عن التحديات الراهنة، والموقف من رئيس الاتحاد، خاصة أن بعض الأعضاء البعثيين كانوا ممن يريدون حجب الثقة عنه.كما تم رفض التصويت على حجب الثقة عن رئيس الاتحاد، وجرت محاولة “إخراج” بعض المعارضين للصالح، خارج المؤتمر.مؤتمر هو الأول من نوعهرئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب (وهو الفرع الذي قرر الاتحاد وقف نشاطاته لأكثر من عام) محمد الحوراني، يقول: “صدمنا بمحاولات إقصاء كل من يختلف مع رئيس الاتحاد أو بعض أعضاء المكتب التنفيذي، ليس هناك نشاط ثقافي متميز، طباعة الكتب تراجعت بشكل كبير، وحتى المشاريع الاستثمارية تراجعت”ويضيف إنه “لم يكن لديهم استعداد، لا في المرة السابقة ولا الراهنة، لطرح مطالبنا على التصويت، كان رئيس الاتحاد هو الخصم والحكم، ولم يعرض موضوع حجب الثقة على التصويت”.رئيس الاتحاد السابق حسين جمعة، وأحد الذين تمت مقاطعتهم، يقول، إن القضية الأساسية تتمثل بشعور الأعضاء أن رئيس الاتحاد لم يعد يمثلهم، وللمرة الأولى في تاريخ الاتحاد انحصر الحديث في المؤتمر عن الخلل الذي أصاب المنظمة من خلال رئيسها، مع ما رافق ذلك من فوضى و”شوشرة”.يضيف جمعة: “عندما يُصنف من يطالب بسحب الثقة، أو من يخالف، بأنه أصبح لا وطنياً، فنحن سنتراجع خطوة إلى الوراء، نحن في موقع أن السياسة تتوجه إلى النقابات”.محامي الاتحاد أمير سماوي، وأحد من الذين أثاروا جدلاً بسبب مداخلة له وُصفت بالحادة، يقول: “وجدنا أن الاتحاد في وادٍ، وأعضاءه في آخر” ويتحدث عن إيقاف نشاط فرع دمشق، لنحو سنة ونصف السنة.ويشير إلى ضغوطات على الأعضاء قائلاً: “بما أن المؤتمر هو أعلى سلطة، كنا مصرين على اتخاذ القرار، لكن لم يتم التصويت”نائب رئيس اتحاد الكتاب مالك صقور، يقول: “المؤتمر سنوي كان عادة لتقرير الخطة الثقافية، وجرد بين مؤتمرين .. هذه المرة انحصرت المسألة بأن رئيس الاتحاد غير مرغوب فيه، بصراحة، هذا أدى إلى شغب و”شوشرة، وهيصة”.أهم من حجب الثقةعضو الاتحاد إبراهيم زعرور كان لديه وجهة نظر متباينة نوعاً ما، إذ رأى أن ما حدث جاء في سياق ديمقراطي، وقال “إن الحق الطبيعي لكل كاتب أن يقول رأيه، رغم التحفظ على الشتائم، أو الاتهامات المباشرة”، ويشير إلى أن ثمة طروحات جدية طُرحت لأول مرة كتناول إصدارات الاتحاد، وتقييم أهميتها.ويقول إن “ما جرى كان أهم من حجب الثقة، فكل ما كان يجب أن يُقال، قيل أمام القيادة المركزية للحزب (ممثلة بـ مهدي دخل الله)، وأمام قيادة الاتحاد، والأعضاء جميعهم”.ويضيف أنه “كان ثمة نية بحجب الثقة وعريضة موقعة من 156 عضواً، ونقاشات حول المسألة. هناك مشكلة في الاتحاد والمشكلة تبدأ من الرأس وليس من القاعدة، وهذه المشكلة بدأت تتشكل ككرة مشاكل منذ مجيء الصالح رئيساً للاتحاد، رغم أن كثيرين من الأعضاء كانوا قد حصلوا على أصوات أعلى مما حصل عليه”.أمين سر جمعية القصة السابق، نصر محسن، يقول: يجب أن يبحثوا عن الأسباب التي أدت إلى حالة الفوضى، كان المفترض أن تجري عملية اختيار رئيس مؤتمر، والتصويت على حجب الثقة عن رئيس الاتحاد، إلا أن الفوضى لم تسمح لأحد بأن يتكلم، و”ضاعت الطاسة”. وتم رفض التصويت، إضافة إلى تجاهل كل الاتهامات التي جاءت في مداخلات بعض الأعضاء.أترك الحديث للزملاءحول كل ذلك اتصلنا برئيس الاتحاد، نضال الصالح، الذي رحب بالحديث في مكتبه بأي وقت، وهناك، كان عضوان من أعضاء الاتحاد، إضافة على أعضاء بدؤوا يتوافدون تباعاً.وهناك سمعنا مفردات أخرى، يمكن تلخيصها بكلمة “المؤامرة” رغم أن تلك المفردة تحديداً لم ترد على لسان أي من الأعضاء.رئيس الاتحاد قال إنه سيترك الحديث للزملاء الأعضاء، وكان يكتفي ببعض الملاحظات أثناء حديثهم، ولم يرغب بأن نذكر أي كلام عن لسانه، سوى عبارة واحدة: “أترك الإجابة للزملاء الذين حضروا المؤتمر، وأنا أحترم وأقدر الآراء كلها، مهما يكن من أمر اتفاقها أو اختلافها”سمير المطرود: أفشلنا المخططيرى عضو الاتحاد سمير المطرود أن “بعض الأعضاء (أسماهم في البداية تياراً ثم عدّل الكلمة إلى مجموعة أعضاء)، كان لهم توجه غير فاعل، وخاصة في هذا الظرف الذي تمر فيه البلاد، ويتساءل: “مو معقول بعد 8 سنوات حرب، وما لم يأخذوه بالحرب لن نعطيهم إياه ..”أقاطعه بالسؤال: مَن؟يقول: “التيار الآخر، هناك أصوات، والبارحة (في المؤتمر) استطاع أعضاء الاتحاد أن يحاصروا هذا الموقف بتكتلهم، أفشلنا مخطط هجومهم على الاتحاد من خلال هجومهم على رئسيه…”– هل ترى أن الهجوم على رئيس الاتحاد هو هجوم على الاتحاد؟يقول: “هو الخطوة الأولى .. خاصة بعد انتصارات كثيرة آخرها أن اتحاد الكتاب في سوريا أصبح يحصل على مكانة نائب أمين عام اتحاد الأدباء في الوطن العربي”. (كان رئيس الاتحاد السابق جمعة نائباً للأمين العام، وهو يقول إن المنصب للبلد، وليس للشخص).أمينة سر فرع دير الزور أمية العبيد تقول:“هم حاولوا في العام الماضي، من خلال طرح قضايا فساد، لكنها لم تثبت، هم ذاتهم “الشلة” وأسميهم “شلة” اتخذوا في هذا المؤتمر منحى آخر، حاولوا التشويه والطعن بوطنية رئيس الاتحاد، رغم ما حققه من مكاسب لسوريا ضمن هذه المرحلة، وكانت طروحاتهم هجوماً شخصياً دون أن يعرفوا من هو رئيس الاتحاد”.وتقول: “هناك محرك لهذا الهجوم، وهناك محاولة لضرب الاتحاد”أمين تحرير مجلة الفكر السياسي، نذير جعفر، حول رؤيته لما حصل، قال:“منذ البداية فوجئنا بأن هناك شكلا من أشكال التنسيق الخفي بين مجموعة من الزملاء بدؤوا بإحداث ما يشبه الفوضى العارمة، وبدأ أحدهم يوزع بياناً مطبوعاً، والبيان فيه افتئات كبير على الاتحاد، والغاية منه إثارة البلبلة، والفوضى، ثم طالب بأن يتسلم رئاسة الجلسة نائب رئيس الاتحاد بدلاً من الرئيس، وهذا مخالف للنظام الداخلي”– أين المخالفة؟يقول: “لا يحق له التحدث باسم الأعضاء، ولا توزيع البيان”، (وهنا تقاطعه أمية العبيد لتقول “إن لغة البيان “تشابه مفردات المعارضة”).تحدث جعفر عن أن قيادة المنصة (دخل الله، والصالح) تميزا باستيعاب هائل لما وصفه بالاستفزازات الهائلة، وأمام ما وصفه بـ “الفوضى المتعمدة” لتعطيل المؤتمر قال إن: “الرفيق مهدي اضطر إلى أن يأخذ الإذن بأن هذا تعطيل للمؤتمر وطالب بإخراج أحد الأعضاء”، ويستدرك جعفر: “طبعاً قال الرفيق مهدي أنه لا يحق لي، لكن قال: إذا تعطوني تفويض حتى يستمر المؤتمر” فتم الطلب إلى اثنين من الأعضاء بمغادرة القاعة.رئيس فرع دير الزور للاتحاد، زبير سلطان، يرى أن المؤتمر شهد حالة من “الانفصال عن الواقع” لبعض الكتّاب، وكأنه لم يحدث شيء في سوريا، ويقول “وجدت في المؤتمر ضعف انتماء”– أين تجسد ذلك؟** في غياب الفكر الوطني– كيف بالضبط؟** البحث عن الفوائد الخاصة، يعني غلّب الخاص على العام.– كيف تجسد ذلك؟** يعني هو يطمح أن يصير رئيس اتحاد، ومكتب تنفيذي.– أليس من حقه؟** نعم، لكن وفق تقاليد، هناك دورات سنوية وأخرى انتخابية كل خمس سنوات.ويرى سلطان أنه من المسموح تصويب أخطاء المؤسسة وتقديم الأفضل، لكن، ليس بطريقة تدمير المؤتمر.عضو الاتحاد عيسى درويش يقول: “فوجئنا بتقديم الكلي على الجزئي، والجدل الذي جرى لم يكن مكانه هناك، كان يمكن أن يكون من قبل أي لجنة متخصصة تبحث هذه الموضوعات وتقدم رأيها”عضو المكتب التنفيذي علي دياب، يقول إن إدارة الاجتماع “كانت ديمقراطية أكثر من اللازم، لأن بعض الأعضاء خرجوا عن التقاليد المعروفة، وكان بعض الزملاء يطلبون حجب الثقة بطريقة غلط”المؤتمر .. سيد نفسهطُرح الكثير، لكن النقطة الأساسية التي طُرحت هي مسألة حجب الثقة، والتأكيد على أن النظام الداخلي يؤكد على أن حجب الثقة بأي مؤتمر يكون على مجلس الاتحاد، ككل، ولا يرد ذكر لرئيس الاتحاد.بينما يؤكد إبراهيم زعرور أن:“المؤتمر سيد نفسه، وطالما هو الذي ينتخب، يحق لثلثي أعضائه بالنظام الداخلي، وبالعرف، وبالتقاليد، وبقوة القانون أن يدعو إلى مؤتمر استثنائي، ويجتمع الأعضاء لسبب واحد: حجب الثقة عن رئيس الاتحاد أو عضو مكتب تنفيذي، أو عن كامل أعضاء المجلس”.روسيا اليوم – أسامة يونس
التاريخ - 2019-02-22 9:56 PM المشاهدات 790
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا