الطحين والخبز خط أحمر لاخيار إلا الضرب بيد من حديد..!!

من يوم يومنا ونحن عندما نرى كسرة خبزٍ على الأرض، كنّا سرعان ما نترك أي شيء، ونقطع أي حديث لنتجه نحوها، نلتقطها نقبّلها نضعها على رأسنا .. ونركنها جانباً، وفي زاويةٍ بعيدة عن احتمالات اللامبالاة بها، لقناعةٍ تربينا عليها مُذ كنّا صغاراً أنّ هذه نعمة مقدّسة غير قابلة للعبث.

واحترام الخبز يمتدّ بالضرورة ليطال احترام الطحين ( دقيق القمح ) الذي يعيثون اليوم فيه فساداً، فلم تنفع على ما يبدو كل محاولات الوقاية والتوعية، عبر تحديد المخصصات باستخدام البطاقة الذكية، أو من خلال التوعية وطرح الوقائع كما هي بأننا يا شباب نحن في بلد يحرمه الأمريكان من القمح الذي تنتجه أرضنا، وهذا باعترافهم، وأننا معاقبين غربياً ومحاصرين أمريكياً، ويكيدون لنا عربياً، ويريدون تدميرنا تركيّاً، فعلينا أن ننتبه ونكون مخلصين في أعمالنا، ونكفّ عن التلاعب بالدقيق والرغيف، فالبلاد تدفع دماء قلبها حتى تتمكن من استيراد القمح وتطحنه لتقدمه لكم من أجل أن تصنعوه خبزاً للناس، فالدولة – وعلى الرغم من كل الصعوبات – لا يهمها التكاليف، فهي تدعم هذا الخبز، وتتحمّل الكثير من تكاليفه، فلا تنهبوا هذا الدعم، ولا تسرقوا التكاليف، إنها أموال دولة تبذلها من أجل التخفيف من وطأة صعوبة الحياة على أهل هذا البلد، فليس من حقكم أن تبيعوا هذا الطحين في غير مكانه، نوزعه عليكم برسم الأمانة، كي تبيعوه دعماً للناس، وليس لكم التهام الدعم ولا خيانة الأمانة.

المشكلة أنه بعد اتضاح صورة ما يحصل لهذه البلاد ومحاولات وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ومديرياتها ضبط أمور المتاجرة بالدقيق وبالخبز إلى أعلى الدرجات الممكنة، غير أن أولئك الذين أدمنوا على المتاجرة، لم يقتنعوا بذلك، وكل من يتابع الضبوط التموينية في مختلف المحافظات يدرك جيداً أن مخالفات المتاجرة بالخبز، وتهريب الطحين التمويني تزداد تفاقماً، وكأنّ هناك ردّة فعلٍ عكسية تشدّ المهرّبين والمتاجرين أكثر نحو التهريب والمتاجرة.

وقائع تموينية

تعالوا نقرأ معاً عناوين الأخبار التموينية منذ نهاية كانون الثاني إلى اليوم .. فماذا تضمنت هذه الأخبار ..؟

في 31 كانون الثاني نقرأ :

· ضبط أفران مخالفة في طرطوس وصهريج توزيع المازوت ومواد منتهية الصلاحية

· ضبوط اتجار بالخبز التمويني والمحروقات في حماة

· رقابة ريف دمشق تضبط جبنة مطبوخة منتهية الصلاحية في مستودع مواد غذائية و بائعي خبز يتاجرون بالخبز التمويني وموزع مازوت لديه نقص ببيانات الصهريج وتنظم 21 ضبطاً

· 7 أطنان من الدقيق التمويني بقبضة تموين حلب

وفي 1 من شباط نقرأ :

· ضبوط متعددة في اللاذقية تطال محطة وقود ومعتمدين لبيع الخبز

· ضبوط تطال محطة محروقات ومتاجرين بالخبز في درعا

· ضبط مخبز و تنور بمخالفة حيازة دقيق تمويني بقصد الاتجار واستخدامه لغير الغاية المخصصة له في ريف دمشق

· ضبوط تموينية لرقابة طرطوس طالت معتمدي بيع الخبز وصهريجا مخالف ومواد مجهولة المصدر

وفي 2 شباط نقرأ أيضاً :

· رقابة طرطوس تضبط عمليات الاتجار بالدقيق التمويني ومخابز مخالفة ومواد مجهولة المصدر

· رقابة حماة تنشط بضبط الاتجار بالخبز التمويني والمحروقات و التصدي للحوم مذبوحه خارج المسلخ البلدي

في الثالث من شباط كذلك نقرأ:

· ٥٧ضبطا تموينياً في اللاذقية واغلبها تطال المخابز

· ضبوط تمويينية في طرطوس طالت أفران تتاجر بالدقيق التمويني ومحطات وقود مخالفة ومواد مجهولة المصدر

· ضبوط تموينية طالت متاجرين بالخبز التمويني في اللاذقية

· رقابة ريف دمشق تضبط 520 ليتر مازوت وبنزين معدة للإتجار غير المشروع وأربعة مخابزومعتمدين لبيع الخبز ، وتنظم 40 ضبطاً

وفي الرابع من شباط :

· 121 ضبطا لرقابة حمص منها نوعية تتعلق بالاتجار بالدقيق التمويني و بيع لحوم خارج المسلخ ومواد مجهولة المصدر ومنتهية الصلاحية

أما في الخامس من شباط:

· رقابة حماة تلاحق عمليات الاتجار بالدقيق التمويني والمتلاعبين بخبز المواطنين وتضبط مسلخا للفروج يغش بالفروج و محلات تتاجر بمواد منتهية الصلاحية

وفي يوم أمس السادس من شباط

· ضبوط في اللاذقية تطال متاجرين بالدقيق التمويني ومواد مجهولة المصدر وانتاج خبز سيء

· رقابة طرطوس تلاحق عمليات الاتجار بالدقيق التمويني والمتلاعبين بخبز المواطنين وتضبط محطات وقود تغش ومواد مجهولة المصدر في عدد من المحلات

والخلاصة ..؟

في الحقيقة يتضح من الخلاصة أن هناك حالات من الفجور الحقيقي، والنزوع نحو الإدمان ليس على المخالفات فقط، وإنما على العصيان الذي بات يحتاج إلى أيادٍ من فولاذ .. فالحديد لم يعد ينفع، للضرب بقوة وبما يليق بهؤلاء الفاجرين الذين لم يعودوا فقط لا يفهمون، وإنما لا يريدون أن يفهموا إلاّ بلغة تناسب لسان حالهم.

كان الله بعون هذه البلاد.

علي محمود جديد