سورية الحدث الاخبارية- السويداء- معين حمد العماطوري
استفقنا على صدمة مذهلة من حكومتنا العتيدة برفع سعر مادتي البنزين والغاز، اللتين لم يلحق المواطن أن يستفيق من صاعقة رفعهما قبل أيام قليلة لتأتي الضربة القاضية على الموطن، الذي بات يستجدي الحكومة أن لا ترفع الأسعار، بعد أن فقد الثقة بها وبتصريحاتها الكاذبة، وبات على يقين أن المواطن هو من يقدم للحكومة لتستمر وراء مكاتبهم الفارهة وسيارتهم المفيمة وأولادهم الذين ينعمون بالمطاعم والسهرات والبذخ في حياتهم دون رقيب ولا حسيب، ومن يوجه لهم أصابع الاتهام التهمة جاهزة إضعاف الشعور الوطني، وكأن الوطن ومفهومه وفق ما تراه الحكومة التجويع والقهر والإذلال، خاصة بعد تصريح أحد الوزراء أنه يجري مناقشة تحسين الوضع المعيشي على طاولة الحكومة لتكون النتيجة أنها قدمت رؤيتها الجليلة الثاقبة في الاقتصاد والسياسة النقدية والسعرية بعد تجاوز الدولار عتبة 5000 ل س ليتم التعويض والرد على المواطنين برفع سعر مادتي المحروقات البنزين والغاز...وحجتها أقبح من ذنبها كما يقال!!!!
وكان العديد من أفراد المجتمع، يتبادر لذهنه أثناء المشاركة بمجالس عزاء الشهداء في كل يوم، ما عسانا أن نقدم لنحترم دماء هؤلاء الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم كرمى لعيون الوطن؟...
أليس الأجدر بنا تحسين وضع أسرهم وأبنائهم، وتقديم الحد الأدنى من العيش الكريم لأرواحهم من خلال توفير مستلزمات العيش الكريم لذويهم؟...
وأنا في ذلك الدوار الذهني جاءني هاتف من أحد الاصدقاء الذي لا أستطيع رد طلبه ودعاني للحضور معه فعالية اجتماعية لم أعلم من قائم عليها بالبداية، ولكني ذهبت كما يقال على عماها مع الصديق، وحين وصلنا بدأت حالات الاستعراض المعهودة بجميع الفعاليات من كلمات وأغاني والخ...
علمت لاحقا انها تكريم لامهات الشهداء اللواتي قدمن ابنائهن في سبيل عزة الوطن وكرامته، نعم انا مؤمن لولا دماء الشهداء وبواسل الجيش لما عشنا الى اليوم، جرى التكريم بتوزيع الشهادات المبروظة ودموع الامهات المكرمات يذرفن حزنا على فلذات اكبادهن، والمحزن اكثر ان احد اباء الشهداء لم يحضر كان ينتظر في باب مكان التكريم، بحجة ان الفعالية لأمهات الشهداء وليس للآباء علاقة بها، وهو والد لاحد شهداء كان واحداً من روافد العلم والهندسة، ومع ذلك راودني سؤال استمعت إليه من بعض الحاضرين وهو...هل تحتاج اسر الشهداء الى كراتين وبروايظ معلقة على الجدران تذكرهم بشهادة ابنائهن؟
ام ان اسر الشهداء قدموا دماء ابنائهن كي ينعموا بحياة تحمل الكرامة والاباء والشمم؟
وهل تلك الكراتين المعلقة تطعم الجائع وتسد رمق العيش، وتلك الاستعراضات الاجتماعية التي من شأنها تقديم اناس وشخصيات ربما لم نسمع عنهم ماضيا وانما في هذه الازمة ظهروا مع الذين ظهروا من مخلفات الازمة، هي السبيل لإذكاء مشاعر اسر الشهداء بالعيش الكريم؟
وتسأل العديد أليس الاجدر بنا كمجتمع ومؤسسات ومنظمات وجمعيات اهلية وغيرها من الفعاليات ان نوحد الصفوف وتكاليف الاستعراضات وتقديمها كسيولة نقدية في ظل ما تجتاح البلاد من ازمة اقتصادية الغت العديد من الطبقات وباتت طبقة واحدة المستمرة بالحياة هي طبقة المبتزين وتجار الحروب والسماسرة والفاسدين عبثا بالأرض واصحاب الرشاوى، وتقديمها كسيولة لأسر الشهداء لتوفير الحد الادنى لهم من العيش الكريم...
أليس الأهم والأجدر بنا أن نحفظ كرامة أبناء الشهداء من الاستجداء لتأمين عيشهم، خوفاً على أبنائهم من الانحراف مع ما يحدث اليوم من تشرذم في الأزمة الأخلاقية التي نعيشها في مجتمعنا المستهلك والذي بات من أجل تأمين لقمة عيشه يمارس أسوأ الأعمال الذي لم ولن تكون من عادتنا وتقاليدنا ولكن الحياة فرضت علينا أن نعمل بغير قناعة كي نبقى أحياء؟...
ألا يكفينا شعارات على حساب دماء الشهداء واستعراضات على حسابهم، وفي كل تكريم يجري تذرف الدموع لأنهم يشعرون بالغبن عما يحدث لهم؟...
حينما نحقق للشهداء وأسرهم الحد الأدنى من العيش الكريم عندها نقول: حقا المجتمع يحترم دماء الشهداء ويشعر بشعور اسرهم والا نحن منافقون ... ولا أريد الزيادة والتفصيل فالشيطان يكمن في التفاصيل ...
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا