شبكة سورية الحدث


مردك تكرم ابنها البرفيسور كمال هايل عامر..بقداسة المشهد والحضور

مردك تكرم ابنها البرفيسور كمال هايل عامر..بقداسة المشهد والحضور

 
سورية الحدث الإخبارية- السويداء- معين حمد العماطوري  


أقامت قرية مردك اليوم حفلاً تكريماً للأستاذ الدكتور كمال هيل عامر حضره جهات رسمية وعلمية وشعبية ودينية وفئات مجتمعية متنوعة ومن أطياف مختلفة عرفاناً بمسيرته الإنسانية والعلمية، إذ برهنت مردك اليوم أنها قد كسرت حاجز الأعراف والأمثال وأثبتت أن هناك فعلاً كرامة لنبي في بلده، بعد أن قام شبابها وشيابها ورجالها ونسوتها بالتعبير عن تكريم ابنهم البار البروفيسور الذي خرج آلاف الأطباء واشرف على مئات الرسائل العلمية العليا ونال ما ناله والده هايل عامر من كرامة بالموقف والمبدأ، وهو من سليل آل عامر بداره الشاهقة والشاهد حجارتها البازلتية على تاريخ وطني مشرف في التصدي للاستعمارين العثماني والفرنسي، وهو بالتاريخ المعاصر تصدت للمواقف الاجتماعية الراسخة في تثبيت دعائم القيم الاجتماعية والإنسانية... 
إذ لا يمكن أن يذكر اسم الأستاذ الدكتور كمال عامر إلا ويسبقه ألقاب متنوعة ومتعددة وجميعها تصب في دائرة الحق والفعل، فقد لقب الأكاديمي الأستاذ الدكتور كمال هايل عامر "بالحكيم القديس"، و"أبو الفقراء"، و"الطبيب الملهم"، و"الكريم الشجاع"، وصفات أخرى، وهو الجراح الذي حقق معادلة ذات قيمة مضافة مميزة من خلال وجوده كعضو مجلس شعب سابق، عدا الأبحاث والدراسات العلمية الأكاديمي التي نال عليها أوسمة من دول عربية وأجنبية وكان مبدعاً....
وما زال يقدم وهو قد تجاوز الثمانين من العمر، بعيادته بسعر رمزي ولا يخرج منها لساعات طوال قبل أن يفحص آخر مريض لديه، ساعات عمله المتجاوزة أربعة عشر ساعة، يعالج يومياً أكثر من مئة مريض، والاهم تكتنف شخصيته الهدوء والنظرة الإنسانية، حين تصافحه تستمد منه إرادة الحياة، لم يجد في تجربته البرلمانية إضافة له سوى العمل فقط.
العديد من الكوادر العلمية والجامعية أكدت انهم عرفوه أستاذاً جامعياً وخبيراً وعالماً، جراحاً يبدع بمشرطه ويداوي القلوب بلطفه وإنسانيته، من يستمع إلى صوته وهو يجري عملية الفحص، ويقدم العلاج الأولي بما يحمله من طاقة إيجابية تساعده في تمتين علاقته الإنسانية مع المريض، وذلك بمنحه القوة والشفاء بطريقة معاملته، كثيراً ما يأتيه مرضى من جميع المحافظات السورية، وجميعهم يخرجون من عيادته وهم يبتسمون فرحين، يتميز بصمته في علمه، فهو باحث علمي أكاديمي بارع، يبعث الأمل في قلوب الكثيرين من مرضاه وطلابه، أجرى آلاف العمليات الجراحية من دون مقابل مادي، ومازالت "فحصيته" رمزية، وأغلب الأحيان يقدم العلاج الدوائي من نفقته الخاصة.
خاض تجربة مجلس الشعب لأكثر من عقدين من الزمن، وكان هدفه تطوير قطاع الصحة، ومساعدة المرضى في مستشفى "الأسد الجامعي"، ترأس قسم القلب لمدة، فكان عطاؤه أكبر من حجم عمله. أما علمياً، فقد أشرف على مئات الرسائل الجامعية والدراسات عليا كثيرة في اختصاص جراحة القلب، وظل متواضعاً، ونتيجة أعماله الخيرية والإنسانية لقّب بألقاب اجتماعية، منها: "الطبيب الملهم"، و"أبو الفقراء، والحكيم القديس، والقديس الحكيم"، وله مآثر اجتماعية عديدة، في بداية حياته كان والده من الرجال الأغنياء الأوفياء لأهلهم، فقدم مساعدات للناس مادياً، وحين وفاته وجدوا في خزينته مئات الليرات الذهبية بسندات على الناس، فقام الدكتور "كمال عامر" بحرقها جميعاً أثناء عزاء والده، وهذه المبادرة مازال المجتمع وأفراده يتناقلونها حتى يومنا هذا.
البروفيسور "كمال هايل عامر" المولود في قرية "مردك" لأب فلاح محب للحياة والمجتمع، والمتميز بتعلقه بالعلم والمعرفة، وبعد أن أتمم مرحلتي التعليم الإعدادي والثانوي، درست الطب لشغفه وحبه لهذه المهنة، والأهم أن والده كان له علاقة خاصة مع المجتمع وأفراده، حيث سدّ فراغاً كبيراً في تذليل صعوبات الناس، في زمن الفقر والحاجة، لكن ولّد ذلك بتعامل والده بإنسانيته حالة من التأثير بشخصيته، لهذا قطع عهداً على نفسه أن يخدم المجتمع السوري، إذ بعد دخوله الجامعة لدراسة الطب وحصوله على الشهادة أوفد إلى الاتحاد السوفييتي سابقاً ليحصل على الدكتوراه في جراحة القلب والتخصص بجراحة القلب والأوعية الدموية، وبعد عودته بدأ مشواره التعليم العالي ليقدم أبحاثاً ودراسات في هذا المجال، ليكون واحداً من الأساتذة الذين تم إيفادهم إلى "الولايات المتحدة الأميركية" في بعثة علمية لإجراء بحث علمي أكاديمي، وكان ذلك، كان لتجربته في مجلس الشعب شجون خاص حين عمل على تطوير قطاع الصحة في المستشفى الوطني في "السويداء" والمستشفيات العامة والخاصة، وطرح العديد من المقترحات لنشر مفاهيم العمل التطوعي القائم على خدمة المجتمع يقيناً بأهمية ذلك.
أما الدكتور "عدنان مقلد" الذي تأثر به وسلك مسلكه إنسانياً يقول: «لقد وضع الأستاذ الدكتور "كمال عامر" منهجاً في التعامل الإنساني مع المرضى، ويمكن القول إن مدرسته باتت طموح أي طبيب يعشق مهنة الطب بحالته الإنسانية، وبالنسبة لي شخصياً كان المثل الأعلى والقدوة الحسنة، فقد عُرف طبيبنا بشهادة من رافقه وعايشه بأخلاقه العالية وإنسانيته وعطائه اللامحدود مذ كان يعمل مدرّساً للجراحة العامة وجراحة القلب والأوعية الدموية في كلية الطب بـ"جامعة دمشق"، وعضو هيئة تدريسية لأكثر من أربعين عاماً ومازالت الجراحة العامة وجراحة القلب في مستشفيات التعليم العالي وكلية الطب تتوق إليه، إضافة إلى إجراء عمليات جراحية خاصة بالقلب في مستشفى "الأسد الجامعي" التي تميزت بالنجاحات الباهرة وضاهت التقانة الطبية في الدول الأوروبية، حتى حين عمل رئيساً لمركز جراحة القلب في الثمانينيات في مستشفى "المواساة"، وهو أول من تسلّم رئاسة قسم القلبية في مستشفى "الأسد الجامعي"، وكان له الفضل الكبير في تأمين إجراء العمليات الجراحية القلبية مجاناً لمختلف المواطنين والشرائح على امتداد الوطن...
ويتابع الدكتور "عدنان مقلد": يبدأ يومه الطويل من الساعة التاسعة صباحاً حتى منتصف الليل بلا كلل أو ملل، وقد يمضي أغلب يومه مواصلاً عمله في المستشفى من دون راحة إذا ما تطلب الأمر ذلك، وقد يترك عيادته لإيصال مريض ما إلى مكان سكنه، خاصة إن كان مسنّاً أو محتاجاً أو على مقربة منه بسيارته الخاصة، الأمر الذي دفع أفراد المجتمع إلى إطلاق عليه الألقاب مثل: "الحكيم القديس"، أو "أحد الملائكة على الأرض"، هكذا يعرف لدى الناس الذين يعرفونه، هذا الإنسان هو عطاء متميز، وحب لا متناهٍ، وكرم يفيض.
وللاستئذان آداب تعرف بين الأدباء، وكما فعل لأديب الفنان الاستاذ الدكتور غسان أبو طرابه عميد كلية الفنون الجميلة بالسويداء سابقاً حينما استئذن الأستاذ الدكتور كمال عامر بنشر ما يجب أن يعرف عنه أستئذنه اليوم لأنقل ما دونه عنه بصدق وأمانة فيقول الأستاذ الدكتور غسان أبو طرابه: كم أتمنى أن يتم تسمية مشفى شهبا الجديد باسم الاستاذ الدكتور كمال هايل عامر تكريما له، إذ هناك جوانب خفية بحياته (استميحك عذرا أيها الأب والصديق عن كشف هذه الأسرار)، فقد خدمتي الصدفة ومنحتني شرف التصفح بالشهادات والأوسمة والتقديرات التي مُنحت للدكتور كمال هايل عامر، حيث كانت في كرتونه على السقيفة أكلها الغبار، والتي تتضمن: 
*وسام برتبه فارس في حرب تشرين التحريرية ١٩٧٣ من الرئيس حافظ الأسد تقديرا لأعماله الطبية في الحرب في المشفى الميداني .
*وسام الشرف العلمي من ملك المغرب محمد السادس لقيامه بعمليات جراحيه في مشافي المغرب الدار البيضاء.
*ارفع وسام طبي منحه ملك الأردن حسين بن طلال لقيامه بعمليات جراحيه في مدينه الحسين الطبية عمان.
*حاصل على الميدالية الذهبية من الأكاديمية السويدية العليا تقدير لجهوده في انشاء عمليات جراحيه طبية متميزة في اختصاص جراحه القلب المفتوح.
*حاصل على الميدالية الذهبية من قسم العمليات الجراحية في مشافي اوكرانيا (الاتحاد السوفيتي سابقا) لأعماله الطبية العلمية.
*حاصل على اعلى شهادة تقدير وتكريم في المجال العلمي الطبي من مشافي مدينه بنسلفانيا في امريكا لأبداعه طريقه جديده في جراحه القلب المفتوح....
وهناك شهادات وتقديرات لا يتسع المجال لذكرها وهي: 
_مؤسس قسم جراحه القلب ورئيس له في مشفى الأسد الجامعي في الثمانينات ومازال على رأس عمله ...
_ترأس قسم عمليات مركز جراحه القلب في فتره احداث سوريا ١٩٨٢ وهو الوحيد الذي بقي في عمله مصراً.....بعد هروب الكثير من الأطباء من واجبهم.
_قام بأكثر من 120000 عمليه جراحيه لغايه ٢٠١٨ خلال (٥٥سنه) من العمل الدؤوب في هذا المجال ...
_أشرف وناقش مئات رسائل الماجستير والدكتوراه التي منحها لطلابه في جامعه دمشق والعديد من الجامعات العالمية .
_عملياته دائما في القطاع العام ويرفض ان يتحول للقطاع الخاص ؟؟!!
_مقولته الشهيرة: (الطب رساله انسانية لا يجوز ان يُقْبَض ثمنها ).
وهو عضو هيئة تدريسية لأكثر من أربعين عاماً ومازال يدرس الجراحة العامة وجراحة القلب في مشافي التعليم العالي وكلية الطب بالإضافة إلى إجراء عمليات جراحية خاصة بالقلب، وهو أول من استلم رئاسة قسم القلبية في مشفى الأسد الجامعي ايضا عمل رئيسا لمركز جراحة القلب في الثمانينات في مشفى المواساة، له الفضل الكبير في تأمين إجراء العمليات الجراحية القلبية مجاناً لمختلف المواطنين على امتداد الوطن .
وكما قال أنا رجل من الماضي وانتم تريدون المستقبل، ما فعلت في حياتي كان واجبي وكان ايماني بما أفعله.
والعطاء مبدأه ( وما تعطيه تعطيه لنفسك وما لا تعطيه تنتزعه من نفسك) ولن تجد أكثر فقراً من الذي لا يعرف العطاء ولن تجد أكثر غنىً ممن يعطي وبه نغتني.
الأستاذ الدكتور كمال هايل عامر يبقى ايقونة العمل الخيري والإنساني....والمطالبة بتسمية مشفى شهبا باسمه هو إحياء وإذكاء لشخصية علمية طبية قدم للطب باتجاهين بالعلم والإنسانية، فهو وإن لم يسمى باسمه فإن الطب برسالته الإنسانية يمكن أن تسمى باسم البروفيسور كمال هايل عامر...
وبالتالي مردك اليوم بحفلها التكريمي له قد وضعت علامة فارقة في جبهة التاريخ المعاصر أنها كرمت نبي في قريته يقينا أن العالمية تبدأ من قريتي على حد قول ماركيز ولكن الأستاذ الدكتور كمال عامر انطلق من مردك وغزى العالمية وعاد إليها مكرما منها فتحية لمردك وأهلها وإلى كل من صافح وعانق ودرس على يد القديس البروفيسور كمال هايل عامر...لتبقى أيقونة وفاء ومحبة وعلماً وأدبا ونورا للأجيال...

التاريخ - 2021-07-31 6:56 PM المشاهدات 1033

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم