سورية_الحدث - محمد الحلبي
نعم وأقول خرجية لطفلين وليس مصروفاً لطفلين.. لأن الخرجية هي ما يتقاضاه الطفل صباحاً من ذويه ليشتري به "الأكلات الطيبة" من شيبسات وبسكويت وشوكولا وما شابه..
أما المصروف فهو المتطلبات الأخرى التي يحتاجها الطفل خلال الشهر، كلباس ودفاتر ومصاريف إضافية كزيارة طبيب أو شراء أدوية لا قدر الله، وحتى متطلبات المدارس التي لا تنتهي، فعلى سبيل المثال طلبت إحدى المدارس من طلابها المبالغ التالية خلال الشهر الأول فقط من افتتاح العام الدراسي: ٨١ ليرة تعاون ونشاط، و٣٠٠ ليرة هوية طليعي، ١٠٠٠ ليرة دفتر طليعي، ١٢٠٠ ليرة تصوير، ١٠٠٠ ليرة حضور مسرحية..اي قرابة ٣٦٠٠ ليرة مصاريف إضافية للمدرسة فقط، فإذا كان لدى الأسرة ٣ أبناء فسوف يحتاجون إلى عشر الرتب..
وإذا تناسينا تلك المصاريف وعدنا للخرجية وعلى فرض أن الأسرة عندها ٣ أبناء وكل طفل بحاجة لمصروف ٢٠٠٠ ليرة فقط باليوم وهذا المبلغ بالكاد يشتري كيس شيبس من النوعية السيئة وقطعة شوكولا صغيرة أصغر من إصبع اليد، فربّ الأسرة بحاجة إلى ١٨٠ ألف ليرة سورية.. أي أن راتبه بالمجل لا يكفي "خرجية" لثلاثة أطفال، ولا حتى لطفلين إذا ما علمنا أن متوسط الرواتب حوالي ١١٠ آلاف ليرة سورية في الشهر، لا بل سيسجل الراتب عجزاً مقداره ٣٠٪ تقريباً وسطياً..
وبمناسبة الحديث عن أطعمة الأطفال "الأكلات الطيبة" فهي الأخرى لم تسلم من الغلاء، فقد ارتفعت أسعار الشيبسات والبسكويت والشوكولا خلال الأيام الماضية بنسبة ٣٥٪ تقريباً.. وكم هو محزن ويفطر القلب عندما ترى أيدي الأطفال تُرجع إلى الرفوف ما اعتادوا على شرائه بالأمس لأن خرجيتهم لم تعد تكفي لشراء ما كانوا يشترونه..
لن نشكوا إليكم هذه المرة أن ترحموا ضحكات أطفالنا.. فالشكوى لغير الله مذلة. وكما قال الشاعر:
قد أسمعت لو ناديت حياً
لكن لا حياة لمن تنادي
ملاحظة: الصورة تعبيرية
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا