سورية الحدث - زينب ابراهيم
كنا نبجل المعلم والآن إلى أين وصلنا يا ترى؟!
بعد سنوات من الحرب على سوريا تدنى مستوى التعليم بشتى المراحل، وبات هم السوريون تجاوز مرحلة الخطر بأقل الخسائر الممكنة، ولكن الآن نحن في أصعب مرحلة وهي مابعد الحرب.
ولا ننسى ما حدث منذ فترة قصيرة في محافظة حماة، عند الاعتداء على مدرس من قبل أحد أهالي طالب في المدرسة، فهل يكفي هذا لنعيد النظر بوضع قانون خاص لحماية المعلمين؟!
مرحلة الصدمة بالواقع التعليمي، صدمة معلمي ومعلمات المدارس بأجيال المستقبل، باختفاء ما تحمله كلمة التربية من معنى لدى جيل الحرب، لكن المشكلة الأكبر أنه لا يوجد حلول أو طرق لمنع تفاقم أزمة الجيل الذي لا يُقمع، وكم يعاني المعلم من إعطاء دروسه كما كان يقدمها في عام 2010 وما قبل..
من أرض الحدث
مدارس مختلفة وفي كل منها مشاكل متنوعة، ففي إحداها كان الطلاب يتسلقون جدار المدرسة عندما ناداهم المدير، ولكن المفاجأة الكبرى أنه من أصل عشرة طلاب فقط طالبين أصغوا إليه وعادوا للاعتذار، أما الباقي بدأوا يتحدثون بألفاظ رذيلة، وقال أحدهم لصديقه: " مصدق حاله مدير، أصلاً مافيه يضربنا لأن الضرب ممنوع".
مع المدرسين
ريم معلمة صف قالت لسورية الحدث: " كيف سأعطي درساً والطالب لا يهابني، وعندما أقول له سأخبر المدير بأفعالك فيسخر وكأن شيئاً لم يكن".
رائد مدرس لغة عربية قال: " حاولت عدة مرات أن أكون أقرب لطلابي وكأننا أصدقاء لأتمكن من إعطاء الدروس بسلاسة، ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي، وحتى عندما أهدد بإنقاص العلامات يصلني الجواب كالتالي " مافيك ترسبنا لأن السلوك مو داخل بالمنهاج".
ندى مدرسة لغة إنجليزية قالت لسورية الحدث: " لا يقع اللوم على الطلاب أبداً، فمهمة التربية والتعليم من واجب المسؤولين عن الأمر، هل المدرسة لتربية المعلم أم الطالب؟!!، عندما أتأخر عن الدوام لخمس دقائق أعاقب بدون مراعاة لأي ظرف، وإذا وبخت طالب لقلة احترامه يأتي في اليوم التالي ومعه أحد من عائلته لتوبيخي وكأنهم على حق، ولا أحد يتدخل ويمنع مثل هذه الحالات".
مع الأهالي
أحد أهالي الطلاب قال لسورية الحدث: " هذا الجيل الجديد لم تعد تصرفاتهم محتملة وحتى نحن لا نستطيع التحكم ببعض أفعالهم". ويجب أن تجد وزارة التربية طريقة لإعادة هيبة المعلم المهدورة ليتمكن من السيطرة على طلابه
وولي أمر طالب آخر قال " لدي ثلاثة أولاد، اثنان منهم الآن خريجي جامعة دمشق، وتعلموا في مدارس ما قبل 2010، وأما ابني الصغير الآن في الصف العاشر، ودائماً ما أقول له " ياريت يرجع الضرب للمدارس"، لأن في الحقيقة كانوا إخوته يلتزمون بدروسهم ويخافون من معلميهم ونحن مرتاحين أكثر، أما هو الآن لا يأبه أبداً لا بدروسه ولا معلميه، ولا حتى والديه للأسف".
ملاحظة: الصورة تعبيرية
يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرام : انقر هنا