شبكة سورية الحدث


قصةُ مسافرٍ عادَ إلى الوطن

وأنا راكبٌ الطائرة وعائدٌ إلى الوطن بعد عناء إيجاد حجزٍ على متن خطوط الطيران الخاصة لقلة الرحلات ولتوقف رحلات السورية للطيران الخارجية ، وبعد إعلان كابتن الطائرة عن الوصول لمطار دمشق الدولي نسيت كل الهموم وكل المصاعب والمشاكل التي حلت بي سابقا .وعند خروجي من باب الطائرة والتوجه إلى قسم الهجرة والجوازت لختم جواز سفري هنا بدأت قصتي مع "الذئاب البشرية" ، طلب مني الشرطي جواز سفري وقال لي جملة "الحمد لله على السلامة" هنا فرحت ، ولكن تفاجأت عندما قال الشرطي الأخر لزميله ( كأنو مافي منو شي ؟؟ ) واعتقدت بأني سمعت خطأ ولكن بالفعل هذا ماقاله له ، تم بعدها إيقاف ختم جواز سفري والتحجج بحجج واهية حتى أدفع له ( المعلوم ) هنا دفعت له لكي انتهي من الموضوع بسرعة لاشتياقي لرؤية أهلي وبلدي ، ختم جواز سفري وذهبت، هنا أوقفني شرطيان أخران للتأكد من أن جواز سفري قد خُتم والمفاجأة غير السارة بأن الشرطي قال لي بكل صراحة و وضوح ( الحمد لله على السلامة ، مافي شي إكرامية ) طبعا لقد حفظت درسي جيداً دفعت "الإكرامية" وأخذت حقائبي وذهبت لأضعها على الجهاز الفاحص كي أخرج إلى صالة العائدين ، هنا يقوم الموظف المكلف بجهاز الفحص بالإشارة إلى موظف التفتيش إلى أحد حقائبي، توجهت إلى موظف التفتيش فطلب مني فتح الحقيبة وأنا متأكد أن حقيبتي لا يوجد فيها إلا ملابسي وبعض الهدايا للأقارب لكن فاجئني الموظف عند قوله "أن أي شيء تحمله أنت فهو ممنوع ( الهدايا ، الملابس الجديدة ، السكائر ، المعسل ) أي شيء على مايبدو حتى ملابسي ممنوعة من الدخول... أنا هنا أصبحت الطالب المجتهد الذي يذكر دروسه جيدا وقمت بإعطائه المعلوم فأصبح كل شيء نظامي ومسموح خلال ثواني.تنفست الصعداء وخرجت من مبنى المطار ... أحد أصدقائي ينتظرني خارجاً ليقلني بسيارته وهممت بالخروج من المطار فيفاجئني حاجز التفتيش بالطلب مني النزول من السيارة ويقول لصاحب السيارة "ممنوع خروج أحد المسافرين بسيارتك الشخصية " وعلى المسافر إن يختار أحد حلين وهما إما أن يصعد على متن البولمان التابع لشركة النقل العامة ، وإما أن يصعد على متن تاكسي المطار الذي هو من المفروض أنه شركة خاصة ، وبعد جدال طويل مع العنصر قال لي أنه سوف يوقف أحد سيارات "تاكسي" المطار ليخرجني من المطار وعلى الطريق أترجل وأصعد مع صديقي ويردف قائلا " إن البوابة مراقبة من قبل ( الضابط ) وأنت عليك دفع إيصال هذا التاكسي بمبلغ وقدره خمسة آلاف ليرة سورية فقط !نعم خمسة آلاف آجرة تاكسي لإخراجك من بوابة المطار !وصلت إلى نقطة معينة ترجلت من التاكسي والتقيت بصديقي وذهبت معه.. وقفنا على حاجز الأول للأمن على طريق المطار العائد إلى دمشق قال لي العنصر سائلا ( جاي من المطار ؟ ) وعند الاجابة بنعم.. سألني هل تريد الذهاب للتفتيش ؟؟ قلت له أنا عائد من المطار ولو كنت أحمل أي ممنوعات لأوقفوني في المطار ، لكني في عجلة من أمري ، وفي طريقة ما تكتشف ان تسعيرة المرور دون تفتيش هي ( مئتي ليرة سورية فقط لا غير ) !!!! تدفعها وتمر دون أن تقف لدقيقة واحدة .فأي استقبال حافل كان لك عزيزي العائد إلى الوطن ، أو إذا كان عربيا أو أجنبيا فما هي الصورة التي سيأخذها عن بلدنا وشعبنا ؟برسم مدير مطار دمشق الدولي ورئيس فرع الهجرة والجوازات
التاريخ - 2016-06-21 1:59 AM المشاهدات 2784

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا


الأكثر قراءةً
تصويت
هل تنجح الحكومة في تخفيض الأسعار ؟
  • نعم
  • لا
  • عليها تثبيت الدولار
  • لا أعلم