قرار نقل ورشات تصليح السيارات ...حبر على ورق !!

دمشق - سورية الحدث يبدو ان مشكلة انتشار ورش تصليح السيارات على ارصفة العاصمة دمشق لم تجد لها حلاً ناجعاً بعد، بل بعد انحسار جزئي شهدته عاودت ظهورها مرة اخرى وبشكل اكثر وضوحاً لتعيد سيناريو المشكلات اليومية مع القاطنين والمارة وحركة السير.فقبل اكثر من سنة قامت محافظة دمشق بإنذار أصحاب ورش تصليح السيارات بعد ان عملت على إعداد أرض لهم في منطقة حوش بلاس وهيأتها بالبنية التحتية من ماء وكهرباء وصرف صحي وخصصت أماكن لأصحاب الورش وتم تسجيل أسمائهم وتحديد مساحات معينة لكل ورشة ومن دون أي مقابل.‏وفعلاً انتقل أصحاب الفعاليات الصناعية والورش إلى تلك المنطقة التي عادت لتضج بالحياة من جديد، لكن ما لبثوا أن عادوا بعد مدة زمنية قصيرة إلى سابق عهدهم وتناثروا في شوارع المدينة من جديد لتعود أزمة المرور الخانقة التي تسببها السيارات المعطلة والمركونة على جوانب الشوارع بطرق عشوائية، ناهيك عن افتقاد المارة للمكان الآمن للسير هرباً من حوادث السيارات، ولعل بُعد المسافة بين المدينة وحوش بلاس، وغلاء البنزين، كل ذلك دفع بأصحاب السيارات إلى البحث عن ورش قريبة من أماكن سكنهم أو عملهم لإصلاح سياراتهم، وهذا ما دفع ببعض الورش بالعودة إلى قلب العاصمة وافتراش الأرصفة ليلحق بهم البقية.‏أصحاب الورش يتهمون المحافظة باتباع سياسة الخيار والفقوس في قراراتها، فهي تلزم البعض وتتجاهل البعض الآخر بها فعلى حين ألزمت ورش تصليح السيارات في زقاق الجن وسائر ماهو موجود منها في منطقة البرامكة بالانتقال الى حوش بلاس ،تجاهلت الورش الموجودة في منطقة كفرسوسة وشارع خالد بن الوليد ومحيط منطقة باب سريجة، اضافة لورش إصلاح وبخ السيارات في حارات الزاهرة القديمة والحديثة التي مازالت تفترش الشوارع طولاً وعرضاً.‏وللأسف في بعض الاحيان غالباً ما نرى تشدداً في تنفيذ القرارات عقب صدورها، لكن سرعان ما تتراخى الجهات المعنية في متابعة تنفيذ قراراتها الصادرة عنها لتعود المشكلة بعد مدة قصيرة من الزمن إلى سابق عهدها، فقلب العاصمة دمشق بحاجة الى قرارات تنعشه من حجم الضغط السكاني والمروري الذي يعانيه في ظل توافد أعداد كبيرة من المهجرين من سائر المدن والمحافظات التي تشهد أحداثاً ساخنة.‏وكي لايبقى هذا القرار حبراً على ورق كغيره من القرارات العديدة يجب على المحافظة تنفيذه بشكلٍ حازم بنقل جميع الورش إلى حوش بلاس، فعندما يدرك المواطن أنه لن يجد من يصلح سيارته سوى في تلك المنطقة سوف يتجه إلى هناك مضطراً، ولذلك يجب تكثيف حملات إزالة الورش من قلب المدينة، وتشديد العقوبات على المخالفين مقابل تقديم تسهيلات في المنطقة المذكورة من قبل دائرة الخدمات المسؤولة.‏وماهو مطلوب من المحافظة ان تبحث عن حلولٍ أكثر جدوى لمساعدة هؤلاء الحرفيين إذا ما عادوا إلى حوش بلاس، وتعمل بتشاركية معهم للوصول الى حلول تراعي مصلحة الجميع في ظل هذه الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا الغالية.‏