شبكة سورية الحدث


الميزان النوعي للشخصية..وانعكاس التفكير الفرد

ي بقلم. معين حمد العماطورييشكل المعيار القيمي في المجتمع، حالة من التعالق بين مفهوم العلاقة الاجتماعية وبين الروابط الثقافية، ويعتمد في اتخاذ الموقف للبيئة المراهن على مقياسها الاجتماعي، بحيث يتم التفكير والعمل في بناء الشخصية الثقافية بطابعها الجمعي، والتميز بالميزان النوعي الاجتماعي لشخصيات ذات سلطة متنوعة بين اجتماعية ودينية وسياسية وثقافية الحاملة للأيدولوجيا على ركائز ثلاث:أولها: الرؤية الفردية في عقل الجماعة.ثانياً: الفردية المطلقة وانعكاس نتاجها على القيمة الاجتماعية.ثالثاً: محاولة صهر التفكير الجمعي في الرؤية الفردية، وإخضاعها للمزاج والميزان النوعي.وما ينطبق على التأهيل المتميز لبناء الشخصية الفردي في الميزان النوعي لتصبح تلك شخصية صاحبة الرأي والمشورة والقرار في اللحظات الحاسمة، يتطلب تكوينها في الاندماج بين تفكيرها الفردي القائم على الأنا الكلية، والأنا الصغرى معاً، وبين الموقف الجمعي المتطلب الرؤية والتفكير في المستقبل والإستراتيجية العامة ودمجها في الكل الواحد ولمصلحة الكل الجمعي، يجري البحث في الخلفية المرجعية.وبالاعتماد على الميزان النوعي لتكوين فعل الشخصية الراهن الذي يدخل في التركيب البنيوي للشخصية الاعتبارية والموسومة بأنها المخلّصة غالباً في كثير من الأمور القائمة فعلها على قيم الغيب والمرهونة بنتائجه، فإن انعكاس التفكير والفعل في المعيار لميزان الشخصية النوعي، يجعلنا أمام مجموعة من الاستحقاقات منها:- المحافظة على المفهوم الجمعي الكلي وجعله معيار قياسي لبناء الموقف ورسم المستقبل عليه.- التركيز على التطوير الذهني في معالجة الحدث باللحظة الراهنة والقائم بمعالجته على مصلحة الكل القيمي.- الشعور بحس المسؤولية اتجاه الفعل الفردي وانعكاسه على القيم الكلية في المجتمع.- الربط بين التفكير والذهنية والسلوك والفعل.- تطوير العلاقة التشاركية والبحث عن قواسم مشتركة مع الشخصيات الخلافية في العلاقة والتكوين.- المساهمة في تطوير التنمية الاجتماعية بحبل ودي قائم على احترام الشخصيات المماثلة.- الأخذ بعين الاعتبار أن الآخر المانح لصاحب الشخصية النوعية الثقة والاحترام ليس للمتاجرة بمصيرها بل للمحافظة على مكوناتها التاريخية والتراثية والإنسانية والثقافية والقيمية.وهناك العديد من الآراء والمفاهيم في تشاكلها ووحدتها، بالإسهام في تمكين التساؤلات المتعددة.وأخيراً يعيش الفكر السياسي والاجتماعي والثقافي والإنساني حالة من الركود، ذلك لأن متطلبات الحياة تقف حاجزة بين التفكير والتنظير والإيديولوجية والعقل المقارن، والواقع المرير التي تعيشه البلاد ضمن دائرة صراع وتهديد الهوية الانتمائية للفرد الواحد بالمكان والزمان... فالتاريخ الذي قدم لنا صور ومشاهد ووقائع من استلاب الفكر وانعدام الشخصية وذوبان الذات السياسية والاقتصادية في دائرة كبرى تأخذ معها كل شيء وتفرز ما تشاء ..بحيث اتخذت من أساليب السلب والاستبداد والسيطرة والهيمنة عامل هام في إخصاء وإقصاء العقول البشرية ومزجت بين العقول التنويرية والتقدمية وبين العقول الدينية المتطرفة الظلامية، وبات العقل يعيش في ترهل بين سيطرة رأسمال الرأسمالي وبين محاولة التمرد بالخروج من اللحاق بركب العولمة الظلامية التي تقدم لنا التطرف والقتل والتدمير، ولتمرير ما يجب أن يكون في ذهنية من أراد الإقصاء من شعوب العالم، بحيث عملت القوى الكبرى الاستعمارية المسيطرة على المال وثقافته والفضاء والإعلام ومتطلبات الحياة على خصي العقول التنويرية المطالبة بالشخصية النوعية والميزان النوعي، وعملت على خلق فئات تمردية من قلب نظام المجتمع الموسوم بمنظومة العادات والتقاليد واللغة والعقل الجمعي، لاختراق تلك العقول وجعلها في خدمة التخلف والتطرف، وهددت المثقفين والكتاب التقدميين بإجراء السلب والاستبداد والهجرة والفقر.. لا بل عملت على الوقوف كجدار حصين في نشر أفكار ورؤى العقل العربي التنويري وحصره في بوتقة واحدة ودائرة ظلالية محاطة بهالة من الثوابت القديمة التي لا تقبل الحياة المتجددة والمتغيرات المتطورة، بغية السيطرة عليها بنظام عالمي جديد يحمل انعدام الهوية المركزية وينشر انبعاثات التشرذم، محاولة طمس معالم المآثر القيمية والثقافة الجمعية الوطنية المكونة من دماء الشهداء وأفكار الأحرار ونضال الشرفاء..ولعل هذا السعي منذ مئات السنين يجعلنا أمام أسئلة متعددة أهمها في عدم القدرة على المحافظة على الموروث الثقافي والسياسي والتاريخي للمنطقة بدافع المواكبة والتماهي، وجعل إشكاليات الحياة بتنوعها اللامحدود عامل هام في رسم خريطة المستقبل المجهول.. وبالتالي تأتي طرق استيلاب العقول والسيطرة عليها وتوجيهها نحو سياسية معينة تحمل في ظاهرها الجمال وتخفي في باطنها التشرد والتفرق والشرذمة، والتعطيل والتحريف والتزوير للعقل النير دون السماح للبحث والدراسة والمقارنة، بل حقن العقل بأفكار وتوجيهات تتلاءم مع طبيعة الاستعمار الجديد القائم على إقصاء العقل وإبعاده عن نقطة المحرق في دائرته الانتمائية الواحدة وهويته الفكرية والاجتماعية والاقتصادية.. برؤية جديدة وشخصيات جديدة المناط بها تقديم رؤية واقعية وموقف واقعي ثابت ضمن ميزان نوعي قيمي أخلاقي، بحيث باتت العقول المخصية هي صاحبة القرار في تقرير مصير المناطق الإقليمية وهي الموجه والمعنية في تحديد مسار العمل السياسي بمظلة تطرفية تقدم للشعوب القتل والتدمير والتزوير التاريخي والإنساني... وتجعل ميزانها النوعي هو مقياس ما تفرضه على المجتمع بفئاته متنوعة، ليكون رهينة ما تراه برؤيتها الضيقة...
التاريخ - 2018-08-27 5:33 PM المشاهدات 1025

يسرنا انضمامكم لقناتنا على تيلغرامانقر هنا